اخر الاخبار

فيصل عبد السادة الفؤادي، ناشط عمالي من مواليد 1953 في محافظة ميسان - قلعة صالح، هاجر إلى بغداد مع عائلته وهو مازال صبياً صغيراً، ودرس في مدارسها، وعرف الكدح مبكراً، فعمل في دائرة البرق والبريد ثم في معمل الدبس للتمور ثم في معمل الغزل والنسيج الصوفي في معسكر الرشيد ومعمل الغزل والنسيج في الكاظمية، وجمع بين عمله ودراسته في كلية الآداب بجامعة بغداد واضطر إلى تركها لاشتداد القمع الدكتاتوري وهو في المرحلة الأخيرة من دراسة اللغة الروسية.

 نقابي وسياسي

انتمى للحزب الشيوعي مبكراً، متأثراً بشعاراته الثورية وسياساته الطبقية والوطنية والاممية، لاسيما بعد افتضاح سياسات الاحزاب القومية وأوهامها في نكسة حزيران 1967.

أول ما شدّني للشيوعيين دفاعهم الأمين عن الطبقة العاملة والفلاحين والكادحين الفقراء من بنات وأبناء شعبنا. كنت اشعر حين أقرأ أدبياتهم بأنها صيغت لإنقاذنا نحن الكادحين من قسوة الحياة والتمييز والاضطهاد.

انتمى مبكراً للحركة النقابية، وتعلم من زملائه النقابيين الكثير، عن حقوق العمال وقانون العمل وخاصة القانون 151 لسنة 1971، وفن العمل النقابي وكيفية صياغة المطالب والضغط لتحقيقها.

كان للشيوعيين دور رئيسي في تأسيس الحركة النقابية ودعمها، ومن الأمثلة على ذلك تأسيس الاتحاد العام لنقابات العمال في عام 1959 والتضحيات التي قدمها مئات النقابيين الشيوعيين على مر العهود.

ولايزال الفؤادي مقتنعاً تماماً بأن هذا التلازم بين نضال الشغيلة العراقية والحزب الشيوعي العراقي، كان عاملاً من عوامل قوتهما في الصمود أمام الهجمات البربرية التي شنت للقضاء عليهما دون جدوى، فأزهر كليهما دوماً رغم جراحهما وواصلوا النضال المطلبي والسياسي معاً.

لا يمكن ان يكون هناك عراق بدون الحزب الشيوعي، لأن الشعب وكل الخيرين من أبنائه، يعولون عليه في الخلاص وبناء دولة المواطنة والكرامة والعدالة الاجتماعية. انه ممثل حقيقي لكل العراقيين، العرب والكرد والتركمان والشبك والصابئة والإيزيديين والآخرين.

 مستقبل الحركة النقابية

ورغم قناعة لا تتزعزع بمستقبل مشرق للحركة النقابية في العراق، يرى الفؤادي عوامل كثيرة، اثرت سلباً على تطورها بعد التغيير في 2003 منها:

-  تفكك الحركة النقابية بين اكثر من اتحاد ونقابة وعدم ادراكها لأهمية وحدتها كي تتمكن من الدفاع عن الطبقة العاملة.

-  محاولة السلطات المتعاقبة وبعض القوى المتنفذة، لفرض الوصاية والهيمنة على النقابات ونشاطاتها مما اضر بسمعتها ومكانتها.

 - افتقار الحركة لكوادر نقابية ذات كاريزما وحضور بين العمال، وقادرة على كسب ثقتهم وتجميعهم وتوعيتهم بأهمية وحدتهم التي هي اساس العمل النقابي.

-  بقاء قوانين النظام السابق فاعلة رغم سقوطه، ومنها قانون 52 لسنة 1987 وكذلك قوانين الضمان الاجتماعي.

ويضيف:

- للأسف حدث تشظي بعد 2003، فاستحدثت بعض الأحزاب حركات نقابية تابعة لها، وسال لعاب البعض من النقابيين للحصول على الغنائم، خاصة جلاوزة النظام السابق الذين أبدلوا جلودهم، وادى هذا التشتت إلى عجز الجميع عن اداء دوره في الدفاع عن العمال، رغم ما يعانونه من فقر وغلاء وبطالة وغياب مريع للخدمات الاساسية.

 العمال وانتفاضة تشرين

لقد دعمت الحركة النقابية واتحاداتها الحراك الشعبي منذ ان بدأ في 2011، ثم ساهمت في انتفاضة 2019 ومثلت هذه المشاركة تبلور رؤى وقواسم مشتركة تجاه الاوضاع الجارية في البلاد وبعيدا عن الانعزالية. ويشير الفؤادي بهذا الصدد إلى:

- اعلنت النقابات دعمها لدعوة الاعتصام في الاول من تشرين ويوم التظاهرات الكبرى في 25 تشرين، وأدانت قمع المتظاهرين الذين خرجوا يريدون وطناً للجميع. واعتقد بأن مشاركة العمال كانت تتطلب تعزيزاً متواصلاً، ولو تحقق هذا لكان للانتفاضة مآل اخر.

ـــــــــــــــــــــــــــ

من لقاء اجراه مهدي الشكرجي مع فيصل الفؤادي