اخر الاخبار

 كتب سركوت شمس الدين مقالاً على موقع المجلس الأطلسي، حول العلاقات العراقية الأمريكية في ظل العدوان الإسرائيلي البربري المتواصل على غزة، أشار فيه إلى إن العراق يجد نفسه على مفترق طرق في قلب الشرق الأوسط المضطرب، حيث يتصارع مع الديناميكيات المعقدة للصراع بين حماس وإسرائيل بينما يحاول الإبحار في العلاقات المعقدة مع إيران والولايات المتحدة.

 لا للتطبيع

ونوّه المقال إلى أن العراق، يعّد الدولة العربية الوحيدة التي رفضت بإصرار التوقيع على اتفاقية هدنة مع إسرائيل منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، ولهذا فهو في حالة حرب معها من الناحية الفنية، خاصة وهو لا يرفض الاعتراف بإسرائيل كدولة فحسب، بل ويّجرم أي علاقات معها. وأضاف بان ذلك لم يمنع بغداد من بذل كل الجهود الدبلوماسية الممكنة لإنهاء الصراع الدائر منذ 7 تشرين الاول، والدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية وإنشاء ممرات إنسانية مفتوحة لسكان غزة، مع تأكيد التزامه بالقضية.

 العلاقات مع واشنطن

وأشار المقال إلى أن الصراع في غزة قد ترك تأثيراً كبيراً على علاقات العراق بالولايات المتحدة، بعد فترة من الإستقرار وتوقف استهداف المصالح الأمريكية في البلاد، حيث دعت العديد من الجماعات المسلحة والشخصيات السياسية إلى ضرب التواجد الأمريكي واغلاق السفارة، على الرغم من إعلان الحكومة التزامها بحماية مصالح الولايات المتحدة التي تظل شريكا حاسما لها في الحرب ضد داعش، وتلعب دوراًمؤثراً في اقتصاده، من خلال تسهيل وصول البنك المركزي العراقي إلى احتياطيه من العملات الأجنبية البالغ 100 مليار دولار.

ويبدو، حسب رأي الكاتب، ان استقرار العراق بات على المحك، جراء ما يواجهه رئيس الحكومة من مأزق استثنائي، يتطلب معه الحفاظ على توازن دقيق بين مصالح الولايات المتحدة والجماعات المسلحة التي تعمل كشركاء داخل حكومته، لضمان بقائه في السلطة.

 أصدقاء قدماء

وحول العلاقات العراقية الروسية، نشر موقع “روسيا بريفينغ” تقريراً اشار فيه إلى تاريخ طويل من العلاقات متعددة الأشكال بين بغداد وموسكو، والصداقة التي طالما ربطت بين البلدين، والتي كان من ثمارها توقيع 16 اتفاقية تعاون في عام 2019، و14 مذكرة تفاهم في قطاعات النفط والغاز والصحة والنقل، العام 2020، واخيراً اعلان موسكو نيتها استثمار 19 مليار دولار في العراق اثناء زيارة رئيس الحكومة العراقية لها في الشهر الماضي.

 تعاون متعدد الجوانب

وبيّن التقرير بأن الجزء الأبرز للتعاون يتم في ميدان الطاقة، حيث يأمل العراق الاستفادة من التعاون مع روسيا لرفع انتاجه النفطي إلى 8 مليون برميل يومياً، وحيث تساهم الشركات الروسية في مشاريع التنقيب والحفر والحد من حرق الغاز، وتدير مشروعاً نفطياً كبيراً في القرنة وفي حقل بدرة النفطي وفي إدارة كرميان، اضافة إلى تطوير حقل نفط أريدو، وامتلاك 60 بالمائة من خط أنابيب كركوك - جيهان والاستثمار في المصفاة النفطية في الموصل.

واوضح التقرير بأن في نية موسكو استعادة دورها في تسليح العراق، وفي بناء 8 مفاعلات نووية تمكنه من توفير ربع حاجته من الكهرباء بحلول العام 2030، إلى جانب التعاون الصناعي وفي مجال النقل، وأن تكون شريكاً في التوصل إلى إنتاج 4 إلى 5 ملايين طن من القمح سنوياً وزيادة مبيعاتها للعراق من زيت عباد الشمس ودقيق القمح وأعلاف الحيوانات.

 

عقبات وصعاب

ونبه التقرير إلى الصعوبات الكبيرة التي تعترض مشاريع التعاون كإرتفاع تكاليف الأمن التي تتحملها الشركات الروسية ورفض واشنطن إعفاء العراق من الإلتزام بالعقوبات المفروضة على روسيا في إطار تعاملاته المالية معها، والمشاكل التي تحدث بسبب الفساد والبيروقراطية الشديدة في الجهاز الإداري العراقي.