اخر الاخبار

كتبت ريا جلبي مقالاً في صحيفة الفايننشيال تايمز عن العلاقات العراقية الأمريكية، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، أشارت فيه إلى أن القوات الأمريكية المتواجدة في العراق، قد تعرضت لهجمات متعددة منذ 17 تشرين الأول الماضي، حيث أعلنت جهة غير معروفة سابقاً مسؤوليتها عن ما يقرب من عشرين هجومًا آخر استهدف منشآت أمريكية في كل من العراق وسوريا، مما أدى إلى وقوع إصابات بين القوات الأمريكية.

 مخاطر جدية

وأشار المقال إلى أن واشنطن، ورغم إعلانها عن احتفاظها بحق الرد، فإنها تعبر ليس عن رغبتها في عدم توسيع رقعة الحرب، بل وأيضاً عن مخاوفها من أن استمرار تقديم الدعم العلني لإسرائيل، قد يزيد من خطر تعرض قواتها للهجمات.

واشارت الكاتبة إلى أن للعراق حصة مهمة من هذه المخاوف، بسبب وجود حوالي 2500 جندي أمريكي منتشرين في العراق لتدريب قواته الأمنية، ورفض العراقيين وادانتهم للعدوان الإسرائيلي على غزة ودعمهم الثابت للشعب الفلسطيني، وهو ما عبروا عنه بالعديد من التظاهرات والإحتجاجات.

 حرج حكومي

وأعربت الكاتبة عن تصورها بأن حكومة بغداد تعاني من حرج كبير، وتسير على حبل مشدود، في محاولة للموازنة بين الانتقادات الداخلية للشراكة الأمنية مع واشنطن وبين العلاقة الرسمية المتطورة معها. ونقلت عن مستشار لرئيس الحكومة اعترافه بوجود قلق حقيقي من اتساع نطاق هذه الحرب، خاصة مع تمتع العراق بعلاقات جيدة مع كل من واشنطن وطهران، ورغبته في استمرار ذلك، وفي البقاء خارج هذا الصراع. وكان هذا، حسب ما ورد في المقال، وراء إدانة رئيس الحكومة للهجمات على المنشآت الأمريكية خلال محادثاته مع إدارة بايدن وتعهده بملاحقة المسؤولين عنها، رغم عدم تمتعه بمثل هذه القدرة.

مأزق أمريكي حقيقي

وكتب دان ديلوسي و كير سيمون وابيجال وليم مقالاً لشبكة أن بي سي الدولية اشاروا فيه إلى أن محاولة إدارة بايدن الحفاظ على دعمها التقليدي لإسرائيل، قد رفع من مستوى الغضب الدولي ضدها بسبب محنة المدنيين الفلسطينيين في غزة، وجعلها أقرب إلى العزلة بشكل بات يّذكر الناس بما جرى قبيل حرب العراق 2003، مما جعلها تسعى لطمانة العرب، ومنهم رئيس الحكومة العراقية، من أن واشنطن لن تتسامح مع أي محاولة لإجبار المدنيين في غزة على الانتقال إلى مصر.

 تطور موقف بغداد

وفي قراءته للأحداث أكد موقع ميدل ايست، على المساعى التي تبذلها الحكومة العراقية لتجنيب البلاد تبعات التصعيد بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، ورفضها جر البلاد إلى صراعات مجهولة النهاية، عبر تاكيدها على أن الدولة العراقية هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الكبيرة إنطلاقاً من مصلحة أبناء الشعب. كما اشار مقال للكاتب سنان محمود في صحيفة (ذي ناشينول) الإنكليزية إلى الانتقادات الشديدة التي وجهها رئيس الحكومة للمجتمع الدولي لعدم ايقافه الحرب المستمرة منذ شهر ضد غزة، واصفاً اياها بالإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، ومحّملاً اسرائيل التي تمارس العدوان، بالطرف المسؤول عن قرار جر المنطقة إلى حرب شاملة تهدد السلام والأمن الإقليميين والعالميين.