اخر الاخبار

شهدت مدن بروكسل، لييج، غنت، أنتويرب، وميكلين البلجيكية، أسوة بجميع أنحاء العالم احتجاجات حاشدة على المذبحة المستمرة في غزة، ودعا المحتجون إلى وقف فوري لإطلاق النار. وفي جميع هذه المسيرات تحدث فلسطينيون عن المجزرة المستمرة في الظلام، وعن قيام إسرائيل بقطع الماء والكهرباء والإنترنت عن قطاع غزة.  وعن آلاف الضحايا من المدنيين الأبرياء، وخصوصا الأطفال، الذي شكلوا لحد كتابة هذ التقرير، نصف الضحايا على الأقل.

لقد أصبح واضحا، وبشكل متزايد أن الحكومة الإسرائيلية تريد تحويل الوضع السائد، لتنفيذ تطهير عرقي في غزة. ولكن بفضل صمود الشعب الفلسطيني وضغطه، والاحتجاجات والتضامن مع نضاله العادل، بدأ حراك بعيد عن خطط حكومة اليمين المتطرف العنصرية في تل أبيب.

في العاصمة البلجيكية بروكسل سار 40 ألف تحت شعار “أوقفوا المجازر في غزة”، وتوجهوا إلى مقرات المؤسسات الأوربية في ساحة شومان. وجاءت المسيرة تلبية لنداء أطلقته المنظمات الفلسطينية والبلجيكية المهتمة بحقوق الانسان.

 مطالبة بمحاكمة نتنياهو

وجاء في نداء وجهه السكرتير العام لحزب العمل، وعضو البرلمان الاتحادي البلجيكي بيتر مارتينز: “إن محاصرة 2,3 مليون انسان وحرمانهم من الغذاء والوقود والمياه والاتصالات ثم قصفهم تمثل جريمة حرب وعملا إرهابيا، وعليه يجب محاكمة نتنياهو أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي”. وجاء في النداء المنشور على موقع الحزب، سنمارس الضغط لتحقيق هذا الهدف، وسنستمر بالضغط في البرلمانات وخارجها، عبر العديد من الفعاليات والنشاطات التضامنية مع الشعب الفلسطيني التي سيتم تنظيمها في جميع أنحاء البلاد في الأيام والأسابيع المقبلة.

وسنواصل إدانة هذه الجرائم وننزل إلى الشوارع حتى تتم محاكمة وإدانة نتنياهو، وحتى تمارس الحكومة البلجيكية الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الإجراءات المستمرة، ولوقف المجازر وإنهاء الحصار على غزة وإنهاء عمليات الاستعمار.

وكتب مارك بوتنغا عضو البرلمان الأوربي عن حزب العمل البلجيكي: إن “ما يحدث في غزة هو إرهاب دولة. وبالنظر إلى المجازر اليومية هناك، يجب أن تكون الأولوية لوقف فوري لإطلاق النار. وهذا ما دعا اليه السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أيضا. لقد أوصلت هذه المطالبة إلى البرلمان الأوربي، لكن أغلبية أعضاء البرلمان الأوروبي رفضوا التعديل الذي قدمته. وهذه فضيحة حقيقية. علينا أن نوقف القصف، لأن الهجمات على المدنيين، سواء كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين، غير مقبولة”.

عاملون في الاتحاد الأوربي يحتجون ضد رئيسة المفوضية الأوربية

نشرت جريدة التايمز الأيرلندية خبراً مفاده، أن أكثر من 842 موظفاً في مؤسسات الاتحاد الأوروبي وجهوا “رسالة مفتوحة” إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أعربوا فيها عن “غضبهم من موقفها من الصراع بين إسرائيل وحماس”.

وكتبت الصحيفة أن “الرسالة المفتوحة” تتهم المفوضية “بإطلاق اليد لتسريع وشرعنه جريمة حرب في قطاع غزة”. وأن “الرسالة تبدأ بإدانة هجوم حماس على إسرائيل، قبل أن تتابع: “نحن ندين بنفس القدر بشدة رد فعل الحكومة الإسرائيلية غير المتناسب ضد 2,3 مليون مدني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة”.

وتوجه الرسالة اتهاما خطيرا إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: “نحن لا نعترف بقيم الاتحاد الأوروبي في اللامبالاة الواضحة التي أظهرتها مؤسساتنا في الأيام الأخيرة تجاه المذبحة المستمرة ضد السكان المدنيين في قطاع غزة مرة أخرى”.

وتؤكد الوثيقة أن عواقب موقف القمة السياسية الأوروبية ستكون لها تأثيرات وخيمة على أوروبا بأكملها: يفقد الاتحاد الأوربي بالكامل مصداقيته ومكانته كوسيط عادل ومنصف وإنساني، ويسيء لعلاقاته الدولية، ويعرض أمن مواطنيه للخطر”.

ولا تخفي الرسالة المفتوحة “المعايير المنافقة” التي تعتبر الحصار الذي تفرضه روسيا (على المياه والوقود) على الشعب الأوكراني عملا إرهابيا، بينما تتجاهل تماما العمل الإسرائيلي المماثل ضد سكان غزة.

إن سياسة “المعايير المنافقة “ هي في الواقع القاعدة السائدة في الكتلة الإمبريالية الغربية: يمكن الإشارة إلى الموقف من مطالبة كاتالونيا وهونغ كونغ بتقرير المصير.