اخر الاخبار

بغداد – طريق الشعب

 تحاول الحكومة أن تجد حلولا مناسبة لأزمة الزحامات التي تخنق شوارع العاصمة يوميا منذ الصباح وحتى ساعات متأخرة من الليل، لكن تلك المعالجات لم ترحم المركبات التي تتكدس قرب التقاطعات، برغم توسعة الشوارع ضمن خطة فك الاختناقات المرورية التي تشمل بناء مجسرات وانفاق في المناطق المزدحمة.

وما فاقم من تلك الأزمة هو انطلاق العام الدراسي الجديد للتلاميذ والطلبة في المدارس والجامعات.

وقررت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، إعداد لائحة توقيتات جديدة لبدء وانتهاء الدوام الرسمي لموظفي الوزارات ودوائر الدولة وطلبة الجامعات والمدارس، وعممت توصياتها على الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة.

 رفض للمقترح

تعتبر مسار محمد (موظفة حكومية)، إن نظام الوجبات “ليس حلاً، عدا انه سيزيد من إرهاق الموظفين، واكتظاظ الشوارع بالمركبات، على مدار الساعة”.

وتقول محمد لـ”طريق الشعب”، “أصبحنا نقضي اوقاتنا في زحمة السير أكثر مما نقضيها بالعمل والبيت، وإذا تم تقسيم الدوام فمن الأفضل ان نعمل ونحن في المركبات وسط الازدحامات!”.

 انسيابية

يتحدث مدير الإعلام والعلاقات في دائرة المرور العامة، العميد زياد القيسي عن بعض المقترحات لفك الزخم المروري، التي من بينها “تغيير ساعات الدوام من خلال اللجنة المشكلة بتوجيه رئيس مجلس الوزراء وبإشراف وزراء الداخلية والنقل والعدل والتجارة والإعمار والإسكان وامين بغداد، بالإضافة الى بقية الدوائر المعنية”.

ويؤكد القيسي في حديث مع “طريق الشعب”، أن “اللجنة خرجت بمجموعة من الحلول، بعضها قريب المدى وأخرى بعيدة”، موضحا انها تتمثل بفرض القانون المروري على المخالفات التي تسبب الزخم؛ منها الوقوف الممنوع والمائل والسير عكس الاتجاه او عدم الامتثال للإشارات المرورية سواء كانت ضوئية او يدوية.

ويتابع حديثه عن الحلول قريبة المدى، قائلا إن “تغيير اوقات الدوام والعمل على التكسي النهري وتشجيع المواطن على استخدام المواصلات العامة يسهم في معالجة المشكلة”.

ويعتقد القيسي، أن “تغيير أوقات الدوام الرسمي يحقق فتورا في حركة الشارع، كون الموظفين والطلبة يتوجهون الى وجهاتهم بحدود الساعة الثامنة صباحا. أي يخرج المواطن من منزله بحدود الساعة السادسة صباحا”، وبالتالي فإن تقسيم الدوام سينتج عنه انسيابية أكثر بحركة السير.

 ماذا عملت على ارض الواقع؟

اما ليث علي (مهندس طرق وجسور)، فيعلق قائلاً، إن “الجهات الحكومية تتحدث عن تشجيع المواطن على استخدام المواصلات العامة، لكنها ماذا عملت من أنشطة لأجل التشجيع، وماذا تعمل من اجل دعم التكسي النهري وتحسين جودة عمله”، مضيفا أن “ما يحدث هو طرح للحلول ومناقشتها، إلا ان تلك الحلول لا تخرج من إطار غرف تلك النقاشات”.

ويضيف في حديثه مع “طريق الشعب”، أن “الجميع أصبح على معرفة بان الشوارع باتت لا تتحمل مزيدا من العجلات، وبالرغم من علم الجهات الحكومية بذلك، الا انها لا تتحرك صوب إيجاد حلول حقيقية كتسقيط السيارات القديمة او ايقاف الاستيراد”.

وبالحديث عن توسعة الطرق، يؤكد انها إجراءات “فاشلة، ولا تنتج سوى مزيد من غضب المواطنين خاصة بحدوث تأثير مباشر لهم، وأشرنا سابقاً الى ان هذه الإجراءات لن تحقق نتيجة”، مشددا على ضرورة التحرك السريع بالعمل، وإيجاد حلول واقعية وقابلة للتنفيذ بنتائج ملموسة.

المتحدث باسم وزارة الاعمار والاسكان، نبيل الصفار قال لمراسل “طريق الشعب”، إن “حزمة فك الاختناقات المرورية تتضمن انشاء ثلاثة انفاق؛ اما بالنسبة للمجسرات فسيكون هناك واحد في ساحة قرطبة”، الى جانب عدد من الجسور التي ستنشأ على نهر دجلة.