اخر الاخبار

أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية وجهها القبيح للعالم مجددا وهي تدير ظهرها للأبرياء، وتساند كعادتها القتلة والمجرمين، بعد زيارة رئيسها جو بايدن الى الأراضي الفلسطينية المحتلة، معلنا بشكل واضح وصريح وقوفه مع الكيان الصهيوني دون قيد او شرط.

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في اليوم الـ11 من عدوانه الغاشم على غزة، وذلك بقصف مستشفى المعمداني، مخلفا أكثر من 500 شهيد ومئات المصابين.

وأعلنت الحكومة العراقية موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية وتطلعات شعب فلسطين في نيل حقوقه المشروعة، معلنة الحداد وتنظيم الوقفات الاحتجاجية في المدارس ودوائر الدولة، صباح يوم أمس، تنديدا بالجريمة النكراء التي استهدفت مستشفى المعمداني في غزّة، والتي تجاوزت كل المواثيق والقانون الدولي الإنساني.

ورغم تباهي المسؤولين في الكيان الصهيوني بالقصف وقتل المدنيين الا ان تل أبيب سرعان ما حاولت التنصل من مسؤوليها واتهام حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بتدبير القصف، الامر الذي وصفته الحركة بـ”الأكاذيب” و”الاتهامات الباطلة”، مؤكدة أن المستشفى استهدف “بقصف جوي أطلق من طائرة حربية” إسرائيلية.

وخلف القصف المتواصل للاحتلال على غزة حتى الآن أكثر من 3 آلاف وقرابة 500 شهيد و12 ألفا و500 جريح، أغلبيتهم أطفال ونساء، في حين ردت المقاومة الفلسطينية بقصف تل أبيب وعسقلان ضمن عمليتها طوفان الأقصى.

أمريكا مع إسرائيل الى الأبد!

ووصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تل أبيب، لتأكيد الدعم العسكري والمعنوي لإسرائيل، في حين أعلن الأردن إلغاء القمة التي كان يفترض أن تجمع بايدن في المملكة الهاشمية مع الملك عبد الله الثاني والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، الامر الذي اعتبره حزب الشعب الفلسطيني “خطوة بالاتجاه الصحيح”.

ودعا الحزب في تصريح صحفي الى ضرورة ان يقود قرار الغاء الاجتماع إلى خطوات أخرى لتعرية التحالف الارهابي الامريكي - الاسرائيلي الغربي وإدانة ما اقترفه من مجازر بحق شعبنا الفلسطيني على كل المستويات، ومواصلة الجهد للوقف الفوري للعدوان على شعبنا، وتعزيز صموده ونضاله، وقطع العلاقات مع دولة الاحتلال.

وفي الأراضي المحتلة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن مخاطبا الإسرائيليين: إن “هناك من أراد أن يكسر إرادتكم لكنه لم ينجح”، مضيفا “أعرف أنكم تتألمون وتشتاقون لرائحة أحبائكم، لكنكم لم تخسروهم للأبد”.

وأضاف بايدن “رأينا كيف تم الاعتناء بالضحايا في إسرائيل ونحيي جنود الاحتياط الذين تركوا أحباءهم ودراستهم للدفاع عن إسرائيل”.

وتابع “لو لم تكن هناك إسرائيل في الوجود لعملنا على إقامتها وسنستمر في الوقوف بجانبها”، قبل أن يضيف “سوف أحث الكونغرس على زيادة الإمدادات والمساعدات لدعم القبة الحديدية ودولة إسرائيل عموما”.

وقال الرئيس الأميركي “ما حدث في إسرائيل يشكل 15 ضعفا لما حدث في 11 أيلول”، مؤكدا أن “الولايات المتحدة ستبقى إلى جانب إسرائيل في هذه الأيام المظلمة”.

خطة أميركية ـ إسرائيلية

واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع اعتماد مشروع قرار برازيلي في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى هدنة إنسانية في غزة.

وقالت منظمة العفو الدولية، إنه يتوجب على الرئيس الأميركي جو بايدن وقف دعم واشنطن “غير المشروط”، للأعمال الإسرائيلية في غزة والأراضي الفلسطينية.

وكشف مصدر قيادي في حماس عن أن خطة الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي تشمل تهجير نصف سكان غزة لمصر، وكذلك القضاء على حركة حماس وتجريدها من سلاحها.

وأضاف، أن الرئيس الأميركي جو بايدن جاء ليضغط على مصر للقبول بخطة تهجير سكان غزة إلى سيناء، قائلا إن بايدن سيعرض على مصر تصفير ديونها مقابل الموافقة على خطة التهجير، مؤكدا أن القيادة المصرية ترفض خطة التهجير وتعتبرها تهديدا للأمن القومي المصري.

بوتن: كارثة إنسانية

من جانبه، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استهداف مستشفى المعمداني في غزة بأنه “مأساة وكارثة إنسانية”، معبرا عن أمله في أن يكون ما جرى إشارة إلى أن الصراع يجب أن ينتهي.

وأضاف بوتين، أن لديه انطباعا بأن اللاعبين الأساسيين في المنطقة لا يريدون أن يتعمق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال، إن روسيا دعمت دوما إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو “موقف لا علاقة له بالأزمة الحالية”، وفق تعبيره.

السيسي: قضية القضايا

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن القاهرة لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، وأن تصفيتها أمر في غاية الخطورة.

ورأى أن ما يحدث في غزة ليس عملا ضد حماس، وإنما لدفع السكان للمغادرة.

وأوضح في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتز، أن ما يحدث في غزة الآن هو محاولة لدفع المدنيين إلى اللجوء والهجرة إلى مصر.

وأضاف، أن تهجير الفلسطينيين من غزة لمصر، سيتبعه تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن.

وأكد السيسي أن القضية الفلسطينية هي قضية القضايا، ولها تأثير كبير جدا في الأمن والاستقرار”.

دعوة لحظر نفطي على تل أبيب

وخلال الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة، دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الدول الإسلامية إلى “فرض حظر نفطي على النظام الصهيوني”، مشددا على ضرورة طرد من وصفهم بـ”سفراء النظام المجرم” من الدول التي لها علاقات معه.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان -خلال الاجتماع - إنه يتوجب على المجتمع الدولي اتخاذ موقف بشأن حماية الفلسطينيين في غزة، داعيا إلى “تهيئة الظروف للسلام بما يكفل حقوق الشعب الفلسطيني”.

58 هجوما في 11 يوما

وعلى الصعيد الإنساني، أكدت الأمم المتحدة إن إسرائيل شنت 58 هجوما على مرافق طبية ورعاية صحية في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول الجاري.

وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في بيان، أن هجمات إسرائيل أدت إلى مقتل 16 عاملا في مجال الرعاية الصحية وإصابة 28 آخرين، وإلحاق أضرار بـ26 مستشفى ومنشأة رعاية صحية أخرى، بما في ذلك 17 مستشفى و23 سيارة إسعاف.

وأشار البيان إلى أن 4 مرافق صحية - جميعها في بيت حانون، ومؤسسة حمد للتأهيل، والكرامة، والدرة شمالي قطاع غزة - لم تعد قادرة على العمل.

وقال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بغزة عدنان أبو حسنة، إن ما لدى الوكالة من مواد غذائية لا يكفي إلا لنصف يوم فقط، وأن ما تتعرض له غزة حاليا لم يسبق أن تعرضت له في كل الحروب السابقة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف عدنان أنه في الحروب السابقة كانت إسرائيل تنسق مع أونروا، وتعيد فتح المعابر لإدخال المساعدات الإغاثية، وفتح الممرات الإنسانية، لكن هذا الإغلاق التام لم يحدث منذ 1967.

فيما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، إلى 3478 شهيدا، بينما تجاوز عدد الجرحى 12 ألفا.