استيقظ العالم صباح امس، على اخبار العملية النوعية لاقتحام مستوطنات غلاف غزة في جانب الاحتلال الاسرائيلي، والتي استمرت حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

فيما دعا حزب الشعب الفلسطيني، الجماهير الفلسطينية في الداخل والخارج، الى الانخراط المباشر كلٌ حسب امكانياته في هذه المعركة المفتوحة مع الاحتلال الاسرائيلي.

ونقل مراسل “طريق الشعب” عن تفاعل واسع غير مسبوق من قبل المدونين والناشطين العراقيين مع الاخبار الواردة من فلسطين، حيث نشروا صوراً ومقاطع فيديوية للعملية العسكرية التي حدثت على مدار نهار امس. فيما تباينت المواقف الدولية والشعبية واكد مراقبون ان هذه العملية بينت بوضوح ان التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي لن يجلب الاستقرار للمنطقة ما لم يجر الاهتمام بقضايا الشعب الفلسطيني ومطالبه الحقة في تحقيق دولته المستقلة.

الموقف الرسمي العراقي

وأكّدت رئاسة الجمهورية، أمس السبت، دعم القضية الفلسطينية في تعليق على عمليات طوفان الأقصى التي يشهدها غلاف غزة منذ فجر البارحة. ونشرت رئاسة الجمهورية بيانًا مقتضبا قالت فيه: “نُجدد موقف العراق الثابت إزاء القضية الفلسطينية وبما يعبر عن الدعم الكامل للشعب الفلسطيني في نيل كامل حقوقه المشروعة، وندين بشدة الاعتداءات الوحشية التي تمارس ضده”. ودعت الرئاسة، المجتمع الدولي إلى “تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لتحقيق العدالة وضمان الحقوق المشروعة لشعب فلسطين”.

فيما اكد باسم العوادي المتحدث باسم الحكومة العراقية، موقف العراق الثابت شعبياً ورسمياً تجاه القضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلّعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة، وأنّ الظلم واغتصاب هذه الحقوق لا يمكن أن يُنتج سلاماً مستداماً.

وذكر العوادي في بيان طالعته “طريق الشعب”، أنَّ “العمليات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني اليوم هي نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرض له منذ عهود مضت على يد سلطة الاحتلال الصهيوني، التي لم تلتزم يوماً بالقرارات الدولية والأممية”. ودعا البيان المجتمع الدوليّ الى التحرك لوضع حدّ للانتهاكات الخطيرة وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، الذي ما زال يعاني الاحتلال وسياسات التمييز العنصريّ والحصار والتجاوز على المقدسات وانتهاك القيم والمبادئ الانسانية. فيما حذر من استمرار التصعيد داخل الأراضي الفلسطينية، لأنه سينعكس على استقرار المنطقة، كما ندعو جامعة الدول العربية إلى الانعقاد بصورة عاجلة لبحث تطورات الأوضاع الخطرة في الأراضي الفلسطينية.

حزب الشعب الفلسطيني

ودعا حزب الشعب الفلسطيني، الجماهير الفلسطينية وقواه كافة لأوسع وأصلب وحدة وطنية شاملة خلال معركة الدفاع عن أمن وحقوق الفلسطينيين، وفي مواجهة عدوان الاحتلال الحربي وإرهاب عصابات مستوطنيه.

واعتبر الحزب في بيان تلقته “طريق الشعب” امس، ان “قيام المقاومة الفلسطينية بالرد الشامل والشجاع على عدوان الاحتلال المتواصل يندرج في اطار حق شعبنا في مواصلة كفاحه حتى نيل حقوقه المشروعة في الحرية والعودة والاستقلال”.

وحمل الحزب الحكومة الفاشية للاحتلال الصهيوني وكذلك المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد، محذراً مما يخطط له الاحتلال من توسيع دائرة العدوان وارتكاب مزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني، كمحاولة لرد الاعتبار لعنجهيته التي تهاوت تحت ضربات ابطال المقاومة الفلسطينية. وأكد ان “المرحلة الراهنة وما تشهده من احداث تنذر بتطورات خطيرة تتطلب اكثر من اي وقت مضى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة وفي المجالات كافة والتحرك العاجل على مختلف المستويات لتفويت الفرصة على الاحتلال للاستفراد بشعبنا في قطاع غزة”. كما دعا الحزب جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج الى الانخراط المباشر كلٌ حسب امكانياته في هذه المعركة المفتوحة مع هذا الاحتلال المجرم.

التيار الديمقراطي العراقي

وأكد المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي في بيان ورد لـ”طريق الشعب”، ان “الحل الجذري يكمن في مفاوضات صريحة وشجاعة بإشراف دولي تفضي الى انسحاب تام لإسرائيل من الاراضي الفلسطينية المحتلة، وقيام دولة فلسطين الحرة المستقلة وعاصمتها القدس”.

وحذر البيان من انه “من دون وجود هذه الحلول الجذرية فان الصراع سيبقى ملتهبا ويتصاعد ويعرض المنطقة كلها لمخاطر حروب تدميرية اخرى”.

واعرب التيار الديمقراطي العراقي عن “تضامنه مع الشعب الفلسطيني الشقيق ومؤازرته لنضاله البطولي من أجل نيل حريته واستقلاله واسترجاع أراضيه”، مشيرا الى انه “يدين بشدة استخدام الحكومة الاسرائيلية الطائرات الحربية في الهجوم على المناطق الآهلة بالسكان المدنيين، مما تسبب في عدد كبير من الضحايا بين شهداء وجرحى”.

التيار الاجتماعي الديمقراطي

من جانبه، قال حزب التيار الاجتماعي الديمقراطي العراقي، ان “خطر اندلاع القتال في مناطق متعددة مع الكيان الصهيوني الغاصب، في ضوء الاحداث الاخيرة في غزة الصامدة يتزايد”.

وذكر الحزب في بيان تلقته “طريق الشعب”، أنه على الرغم من التنديد بعدوان اسرائيل الدائم على غزة وغيرها من المناطق الفلسطينية، يستمر اليمين الاسرائيلي ونزعة العدوان والاستحواذ على الاراضي الفلسطينية وطرد سكانها او احلال المستوطنين بدلا منهم، وكل ذلك يجري تحت انظار العالم الذي يدعي التمدن وحماية الحقوق والحريات. وختم التيار الاجتماعي الديمقراطي بيانه بالقول: “آن الاوان ان يفهم الكيان الاسرائيلي انه لا يستطيع ان يبيد كل الشعب الفلسطيني، وان الحل الاوحد ليس في مشاريع التطبيع، وانما في اقامة الدولتين بعد العودة الى حدود عام 1967”.