اخر الاخبار

انطلاقا من وقائع الظلم الذي كثيرا ما تعرض له العمال في السنين الماضية، شأن غيرهم من الكادحين والمهمشين، تفجرت انتفاضة تشرين 2019، التي نُحيي هذه الأيام ذكراها الرابعة.

وليس في هذا جديد بالنسبة للطبقة العاملة العراقية. فهي صاحبة تجربة وخبرة طويلة وغنية، ترجع الى عقود عديدة سابقة من السنين، خاضت خلالها الكثير من النزالات والمعارك النضالية، لانتزاع حقوقها الأساسية ثم للدفاع عنها وحمايتها.

ويتذكر المتابعون لتلك المسيرة الكفاحية وقائع اضرابات بطولية حافلة بالتضحيات من اجل حقوق العمال المشروعة، من اشهرها اضراب عمال النفط العاملين في “شركة نفط العراق” البريطانية في تموز 1946، الذين اختتموه بتجمع في حديقة كاورباغي بمدينة كركوك. ورغم ان التجمع كان سلميا وان العمال المضربين كانوا عزلا تماما، فقد هاجمتهم شرطة النظام الملكي بوحشية وقتلت بالرصاص ستة منهم وأصابت ضعفهم بجراح.

وفي أيام وثبة عام 1948 ضد معاهدة بورتسموث الاستعمارية، أضرب عمال النفط في عين زالة التابعة للواء الموصل (محافظة نينوى) مطالبين بزيادة الأجور. وبفضل اضرابهم الذي استمر عشرة أيام، اضطرت شركة النفط لاستجابة لمطالبهم وتلبيتها.

وفي 27 آذار من العام ذاته اضرب 115 عاملا من عمال نسيج معمل محمد صالح في منطقة الاعظمية، وانضم اليهم في ما بعد عمال النسيج في معامل الكاظمية وفي معمل فتاح باشا، ليتحدوا جميعا في مظاهرة ضمت حوالي 1500 عامل، طالبوا فيها بزيادة الاجور وبالضمان الاجتماعي.

 وسجلت الصحف وقتذاك ان العمال انطلقوا بعدها في مظاهرة كبيرة عبرت جسر الاحرار واخترقت شارع الرشيد وصولا الى وزارة الشؤون الاجتماعية، رافعة شعارات: “تعيش الطبقة العاملة العراقية، يعيش اتحاد نقابات العمال” ومكررة المطالبة بزيادة الأجور وبشمول العمال بالضمان الاجتماعي.

وبعد ذلك بـ 71 عاما، حفلت بالكثير من الاضرابات والمظاهرات العمالية، عاد العمال في اول تشرين الاول قبل اربع سنوات، ليرفعوا الشعارات المطلبية نفسها تقريبا في زيادة الأجور والشمول بالضمان الاجتماعي، التي ظلوا يصارعون من اجل تحقيقها ، وذلك بجانب شعار الانتفاضة “نريد وطن”.

واليوم وعمالنا يحيون الذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين مع الجماهير الواسعة المكافحة من الشباب والنساء والمواطنين الآخرين، ترتفع أصواتهم بإدانة عدم الوفاء بالوعود وعدم الكشف عن قتلة المتظاهرين، وبتأكيد استمرار الانتفاضة مع جماهير الكادحين والفقراء، حتى تحقيق مطالبها وأهدافها الشعبية والوطنية النبيلة.