تكامل بدل المنافسة
كتب دييبي موهنبلات تقريراً لموقع (ذي ميديا لاين) الأمريكي حول مشاكل الحدود بين العراق والكويت، أشار فيه إلى أن قرار المحكمة العليا العراقية بعدم دستورية الإتفاق طويل الأمد بين البلدين بشأن الممر المائي المشترك في خور عبد الله، قد طرح مشكلة ترسيم الحدود البحرية للكويت، ليس مع العراق لوحده، بل وأيضا مع كل من إيران والمملكة السعودية.
وأشار التقرير إلى أن طلب رئيس الحكومة الكويتية من بغداد اتخاذ “إجراءات ملموسة وحاسمة وعاجلة” في هذا المجال، ترافق مع نداء مماثل وجهته الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الست للمطالبة بترسيم كامل للحدود البحرية بين الكويت والعراق.
وبين التقرير بأن ممر خور عبد الله المائي، هو مصب ضيق مشترك بين الدولتين، يفضي إلى الخليج العربي وتتواجد فيه محطات النفط. وأضاف بأنه وفي عام 2012، توصلت الدولتان إلى اتفاق لتنظيم الملاحة في هذا الممر، وصدقتا عليه في عام 2013، لكن المحكمة العليا، اعتبرت، مؤخرا، الإتفاق غير دستوري بسبب عدم حصوله على موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب، عند إقراره.
وأكد الكاتب على أن العراق، ينفرد عن جميع دول الخليج، بتمتعه بأقل إمكانية للوصول إلى البحر، حيث تبلغ سواحله 36 ميلاً فقط، مما جعل من وصوله إلى الخليج بيسر، أولوية جيواستراتيجية دائماً. وأضاف بأن المشكلة تبدو أعقد حين نعرف بأن الساحل العراقي ضحل ومليء بالطين، مما يجعل مرور السفن الكبيرة فيه أمراً صعباً. وأعرب عن اعتقاده بأن الاتفاق بشأن الحدود البحرية يمكن أن يفيد البلدين في مجالات التجارة والعبور والمصالح النفطية. كما يمكن أن يحل التكامل بدل التنافس بين ميناء مبارك الكبير الذي تنشئه الكويت في الممر المائي المتنازع عليه، بقيمة 3.3 مليار دولار وبين ميناء الفاو الكبير، الذي ينشئه العراق بقيمة 6 مليارات دولار، وذلك لتحقيق الاستقرار في المنطقة، التي تحتاج للإستثمارات ولعودة علاقات أمتن بين العراق والعرب.
بين أوكرانيا والعراق
كتب بين بورغيس مقالاً في مجلة (جاكوبين) اليسارية الأمريكية حول الحرب الدائرة على الأراضي الأوكرانية، أشار فيه إلى أن عددا كبيرا من أقطاب الليبرالية الجديدة، ممن يغذون الحرب إعلاميا وفكرياً، بدأوا يلمحون إلى ضرورة ايقاف المجزرة، بعد أن كانوا قد صدّعوا رؤوس الناس بالحديث عن ضرورة تواصل هذه الحرب حتى انتصار كييف.
ورغم أن بورغيس أدان الحرب بإعتبارها عملاً إجرامياً من الطرفين، فقد عبر عن دهشته من وقوف الليبراليين الجدد ضدها، وبذات الحماس الذي أبدوه في تشجيع جورج دبليو بوش على غزو العراق وتأييدهم للحرب حينها، إلى الحد الذي لم يجدوا ضيراً في الإعتراف بكونها حرباً من أجل النفط.
وأضاف بورغيس بأنه وبعد افتضاح أكاذيب الليبراليين الجدد، في أن سبب الحرب هو تخليص المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ومنع وصولها إلى القاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية، عمدوا إلى تبريرها بالسعي لإقامة الديمقراطية، دون أن نسمع من هؤلاء شيئاً عن ما سببته الحرب من موت وتشريد مئات الآلاف من البشر ووقوع العراق، ومن ثم المنطقة في فوضى عارمة لسنوات طوال.
وأكد المقال على أن ذاكرة الليبراليين الجدد، التي تعّد حربي أوكرانيا والعراق مثالاً عن الخير مقابل الشر، تختلف تماماً عن ذاكرة الكثير من الناجين من قنابل النابالم والقنابل العنقودية التي ألقيت على الغابات في فيتنام وجاراتها والعديد من شعوب الأرض طيلة العقود الثمانية الماضية. كما أن ما يسوقه بوتين من مبررات لحربه، كمواجهة النظام النازي في كييف وحماية أمن روسيا القومي، يطابق تماماً ما ساقته واشنطن لتبرير كل حروبها العدوانية.