اخر الاخبار

في يوم السلام الدولي لا بد ان نستذكر بإجلال الرعيل الأول من الوجوه والشخصيات البارزة التي ساهمت في تأسيس حركة السلم في العراق في عام 1954 وعلى رأسهم محمد مهدي الجواهري، الشيخ عبد الكريم الماشطة، الدكتور احمد الجلبي، فاروق برتو، نزيهه الدليمي، توفيق منير، كاظم السماوي، الشاعر كوران، عزيز شريف. ومعهم اخرون من أبرز الشخصيات الوطنية بلغ عددهم 130 وكان التأسيس في اعقاب النداء الذي أطلقته النساء المجتمعات في بولندا فكانت صرخة من اجل السلام حيث تأسس مجلس السلم العالمي في عام 1949.

في يوم السلام لا بد من الإشارة الى التلازم الوثيق بين السلام والتنمية فلا يمكن تصور حدوث تنمية حقيقية من دون سلام وامن واستقرار.

العالم يشهد الان نزوع كبير نحو سباق تسلح جديد يقوده المجمع الصناعي العسكري الذي يخلق الأوهام من اجل الحروب و زرع المخاوف وإذا عرفنا ان الولايات المتحدة تخصص ميزانية تتجاوز 1,5 ترليون دولار للترسانة الحربية نستطيع ان نتصور من يقف وراء الدوافع التي جعلت الولايات المتحدة تنسحب من اتفاقيات الحد من الأسلحة النووية والصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى والتخلي عن التزاماتها في المعاهدات الدولية وتوسيع حلف الأطلسي ومعاقبة الشعوب بالحصار والانتشار الواسع للقواعد العسكرية في العالم.

الرأسمال المتوحش يقف خلف التوترات في العالم لقد تخلت الولايات المتحدة عن تحذير الرئيس ايزنهاور قبل رحيله من احتمال ان يتحول المجمع العسكري ليقود الدولة ونحن نشهد اليوم هيمنة هذه المؤسسة على القرار الأمريكي.

في عالم غير عادل يصبح السلام قضية جوهرية تقف بالضرورة في الجانب الاخر من تغول راس المال.

عالم غريب يحوز فيه 1 في المائة من السكان على أكثر من 50 في المائة من ثروة العالم.

اليوم يعاني العالم من أزمات متلاحقة بعد الحرب الأوكرانية- الروسية حيث يجرى تغذية هذه الحرب بشكل متصاعد واخرها قرار الرئيس الأمريكي بتزويد أوكرانيا بالأسلحة التكتيكية النووية وذلك ما يساهم في تسعير الحرب وايصالها الى مديات تضع العالم على حافة حرب كونية جديدة تعرض البشرية الى دمار شامل.

ليس هناك أكثر أهمية من التمسك بالسلام والدعوة الى إيقاف الحرب الطاحنة الأوكرانية – الروسية والدخول الفوري بالمفاوضات من اجل انهاء الحرب وإيقاف نزيف الدم.

العالم يتعرض الى أزمات اقتصادية خطيرة بسبب هذه الحرب التي انتجت ازمة غذاء تسحق شعوب العالم وليس امام هذه الشعوب في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية غير التوحد والتعاون في مواجهة الهيمنة القطبية الأحادية التي اشعلت الحروب والأزمات في مناطق عديدة من العالم.

ان منطقة الشرق الأوسط الغنية بمصادر الطاقة تتعرض أكثر من غيرها لضغوط وتدخلات عسكرية ومحاولات لتأزيم العلاقات بين دول الإقليم ما يجعل هذه المنطقة أكثر مناطق العالم لتوريد الأسلحة تحت طائلة أوهام مختلقة يرافقها زرع بؤر للتوتر جعلت هذه المنطقة من أكثر مناطق العالم قلقاً وتعرضاً للإرهاب والمنازعات.

ان حركة السلم بعد إعادة تأسيسها بعد سقوط النظام الشمولي تسعى لتوطيد قواعد السلم بتبنيها لمفاهيم العدالة الاجتماعية والمساواة ورفض الطائفية والعنصرية والالتزام بتعزيز الديمقراطية ودعم حقوق المرأة التي تتعرض الى ظلم تاريخي وتمييز يعطل قدراتها ومساهماتها في بناء مجتمع متوازن. وتسعي الحركة ملتزمة بإقامة دولة مدنية حديثة ونظام علماني يقوم على قاعدة التمايز بين وظائف المؤسسات الدينية ومؤسسة الدولة ومصالح الناس الحيوية.

ان السلم المجتمعي في أي بلد من بلدان العالم هو ركيزة لسلام عالمي شامل تتخلص به شعوب الأرض من شبح الحروب ومن أسلحة الدمار الشامل ومن اجل بيئة نظيفة ومناخ غير ملوث بالانبعاثات الغازية الخطيرة التي اخذت تهدد مستقبل سكان الأرض بالكوارث والامراض والتغيرات المناخية الخطيرة.

ان حركة السلم رفعت في بداية تأسيسها في العراق شعار “السلام امل الشعوب” ولا يزال هذا الامل الأساس الثابت لنشاط هذه الحركة

نذكر بالمجد الذين سقطوا في زمن الدكتاتورية وهم يلهجون بشعارات السلام والكرامة والحرية.

سكرتارية المجلس العراقي

 للسلم والتضامن