اخر الاخبار

العراق في ظل المحاصصة والاقتصاد الهش

نشرت صحيفة (مورننغ ستار) البريطانية مقالاً للرفيق سلم علي، مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي العراقي، تطرق فيه إلى ما يواجهه العراقيون من تحديات على مختلف المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وما يسببه تغير المناخ والتدهور البيئي وندرة المياه من مخاطر جدية، تزيد من تأثير التدخلات الإقليمية والدولية، في نظام مغرق بالفساد، ويخضع لمحاصصة طائفية وعرقية.

أوليغارشية واقتصاد ريعي

وأشار المقال إلى سعي الأقلية الحاكمة لتعزيز الدولة العميقة وعسكرة المجتمع، بغية إدامة نفوذها ومصالحها وسيطرتها على السلطة، وهو ما ضاعف من التأثير السلبي للاقتصاد الريعي والسوق المفتوحة والسياسات النيوليبرالية، في إضعاف دور الدولة، التي باتت تعتمد على بيع النفط في توفير 90 في المائة من وارداتها.

وأوضح المقال بأن من البديهي، والحالة هذه، أن تكون البلاد بعيدة عن حالة الاستقرار السياسي والأمني، فقد ارتفعت البطالة من 22 إلى حوالي 40 في المائة، أثناء جائحة كورنا، العام 2019، لاسيما في صفوف الشباب، في وقت إعترفت فيه الحكومة نفسها بوجود مليون طفل محروم من التغذية والصحة والتعليم.

الشعب يحتج

وأكد المقال على أنه ونتيجة لهذه الأزمة البنيوية التي تجتاح البلاد وتداعياتها، تفاقمت التوترات الاجتماعية والانقسامات الطبقية، بين أقلية نهبت ثروات هائلة وأغلبية فقيرة معدمة، في بلاد تعد ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، حيث وصلت عائداتها من تسويقه إلى 115 مليار دولار في العام الماضي.

وأضاف الكاتب بأن فشل الحكومة في معالجة قضايا الفساد ومشكلة السلاح المنفلت والعلاقة مع إقليم كردستان، وفي تنفيذ وعودها بمحاكمة المسؤولين عن قتل مئات المتظاهرين السلميين خلال الانتفاضة الشعبية في تشرين الأول 2019 وغيرها، يُّبقي أسباب اندلاع واستمرار الحركات الاحتجاجية قائمة، مما يحتم على القوى المناضلة من أجل التغيير، أن تبادر وتشارك بفعالية أكبر في الحركة الاحتجاجية، بغية تغيير ميزان القوى وكسر احتكار السلطة.

الانتخابات المحلية

وأشار المقال إلى انتخابات مجالس المحافظات، المزمع اجراؤها في كانون الأول القادم، بعد 10 سنوات من إجراء آخر انتخابات محلية، فكشف عن إصرار القوى المتنفذة على رفض المطالبات الشعبية والسياسية لإصلاح النظام الانتخابي، ليكون أكثر عدالة ونزاهة، حيث اعتمد البرلمان الذي تهيمن عليه هذه القوى، النظام الانتخابي المثير للجدل سانت ليغو 1.7 بهدف تهميش الكيانات السياسية المعارضة والمرشحين الفرديين.

ائتلاف انتخابي جديد

وأكد المقال على أن الحزب الشيوعي العراقي وتحالف القوى الديمقراطية للتغيير، قد قرروا المشاركة في هذه الإنتخابات، رغم كل هذه الظروف، بإعتبارها ممارسة نضالية يمكن من خلالها حشد كافة القوى الاجتماعية التي تبحث عن بديل سياسي حقيقي يعبر عن تطلعات وآمال الشعب العراقي في تحقيق التغيير الجذري، ونجح في تشكيل ائتلاف انتخابي واسع، تحت اسم (تحالف قيم المدني).

وأشار المقال إلى أن برنامج مرشحي التحالف، والذين بلغ عددهم 400 مرشح في ثلاث عشرة محافظة، يدعو إلى تغيير شامل يفضي لبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، مضيفاً بأن الحزب الشيوعي، وهو يدرك الصعوبات القائمة والتحديات المقبلة، فإنه يعمل بلا كلل لتعزيز دور القوى المدنية الديمقراطية وتعزيز وحدتها وتماسكها، في مواجهة المحاولات الحثيثة للقوى الحاكمة للاحتواء وتخريب تحالف القوى الديمقراطية من أجل التغيير، ومحاصرة ائتلافها الانتخابي الجديد.