اخر الاخبار

حول العلاقات العراقية التركية

حظيت الزيارات المتبادلة بين المسؤولين العراقيين والأتراك، باهتمام من بعض الصحف والمواقع الدولية، حيث كتبت مينا الدروبي مقالاً في صحيفة الناشينول الأمريكية، أشارت فيه إلى قيام مسيّرتين تركيتين بقتل سبعة من أفراد حزب العمال في مناطق قريبة من أربيل، تزامناً مع زيارة وزير الخارجية التركي لعاصمة الإقليم، والتي بحث خلالها الأمن الإقليمي وصادرات الطاقة.

رسائل ضغط

ورغم أن أراضي إقليم كردستان العراق، صارت هدفاً شبه يومي، ومنذ فترة طويلة، للعمليات الجوية والبرية التركية، فقد وجد المقال في الحدثين، نوعاً من الضغط على العراق لتصنيف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، والحصول على بعض المكاسب قبل السماح لاستئناف صادرات النفط عبر ميناء جيهان، والتي توقفت بعد قرار محكمة التجارة الدولية بعدم شرعية التصدير دون موافقة بغداد، وفرضت على أنقرة غرامات مالية. وأضافت الكاتبة إلى أن بغداد وأربيل وأنقرة تسعيان لإيجاد طريقة لحل النزاع على الطاقة وديًا واستئناف الصادرات ووقف الخسائر الفادحة في الإيرادات.

مباحثات في بغداد

ولموقع (Middle East Eye) كتب رجب سويلو، مقالاً حول زيارة الوزير التركي إلى بغداد ولقاءاته مع المسؤولين وألوان الطيف السياسي الحاكم، ومناقشته الأمن المائي ومشاريع التنمية معهم، وهي الزيارة التي اعتبرها خبير في مركز أورسم للإبحاث بأنها كانت مكثفة وشاملة وغير مسبوقة طيلة 18 عاماً مضت، لاسيما مع ما يتمتع به الوزير من علاقات ومعرفة بجميع الممثلين، مذ كان رئيساً لجهاز الإستخبارات في بلاده.

وأشار سويلو إلى طلب الوزير علناً من العراقيين تصنيف حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية، مذّكراً إياهم، بأن للحزب مواقع ومعسكرات في كردستان العراق، كما في سنجار والسليمانية، في رد ـ ربما ـ على بغداد، التي طالما اشتكت من الضربات الجوية التركية التي تنتهك سيادة البلاد.

خطوات عراقية

وأوضح المقال بأن عدم تطرق وزير خارجية بغداد إلى إستراتيجيتهم في التعامل مع حزب العمال الكردستاني، واكتفاءه بالتأكيد على أهمية سيادة العراق، لا يعني عدم اتخاذ الحكومة لعدة خطوات، استهدفت حزب العمال في الأشهر الأخيرة، كتطويق معسكرهم في مخمور وتشديد السيطرة على الجماعات المرتبطة بهم في سنجار، ونشر المزيد من الحراس على الحدود مع تركيا وإيران لوقف عمليات التسلل، وتبادل المزيد من المعلومات الاستخبارية مع تركيا، لاسيما في ظل اهتمام حكومة بغداد بما أسماه الكاتب خطط التنمية التركية والرغبة في جلب المستثمرين لإنشاء صناعة في العراق، إضافة إلى مساهمة أنقرة في إنجاز طريق التنمية، الذي تفوق قيمته 17 مليار دولار.

اضطراب الأسواق

وكتب أمير غوربوز مقالاً لمجلة (فورن بولسي) تحدث فيه عن التأثيرات التي يتركها عدم توصل بغداد وأنقرة إلى اتفاق حول تصدير النفط، على الأسواق العالمية، فأشار إلى أن الحظر الذي فرضته تركيا لفترة طويلة على صادرات النفط العراقي ومحاولاتها الضغط على العراق للامتثال لمطالبها يؤدي إلى زعزعة استقرار خط أنابيب ذي أهمية مركزية للاستقرار الاقتصادي الإقليمي والعالمي، حيث يتم عبره تصدير 10 في المائة من النفط العراقي أي ما يعادل 0.5 في المائة من الإنتاج العالمي.

وأشار غوربوز إلى أن استمرار هذا التوقف أدى إلى خنق إمدادات النفط الخام العالمية ورفع أسعار النفط، وأضّر بشكل خاص بأوربا، التي زادت من وارداتها من النفط العراقي ليحل محل الغاز الروسي، فيما لا تجد دول الاتحاد، مثل ايطاليا، بدائل سريعة وسهلة الآن.