اخر الاخبار

يعاني سكان ناحية الشوملي (45 كيلومترا جنوب شرق بابل)، من شح المياه وعدم توفرها تماما، ما يضعهم في موقف صعب. ويشكل هذا التحدي الأبرز لمعيشة المواطنين الذين يضطرون يوميا لشراء المياه من الحوضيات الجوالة التي تأتي بالماء من أماكن بعيدة، بحسب قولهم.

يقول مصطفى محمد (35 عاماً): “نضطر يوميا لتحمل تكاليف شراء المياه بأسعار مرتفعة بسبب نقلها من مناطق بعيدة”.

يوضح مصطفى لمراسل “طريق الشعب”، إن ناحية الشوملي تتضمن أحياء عديدة بعضها قريب من شط الحلة وبعضها الاخر بعيد.

وتعد ناحية الشوملي واحدة من ابرز المناطق الزراعية في بابل، لكنها فقدت هذه الهوية تدريجيا، نتيجة لانحسار المياه وتفاقم الجفاف.

ويضيف محمد قائلا، إن “العديد من سكان المنطقة التي اسكنها اضطروا إلى الهجرة والبعض المتبقي يفكر في المغادرة أيضا إذا لم تتوفر حلول قريبة، إذ وصل الجفاف إلى نسبة 100 في المائة. لا كلمات تعبر عما فعلت قسوة المياه بنا”.

ويواصل حديثه “نضطر إلى شراء المياه من مناطق بعيدة، وبشكل يومي. وهذا الأمل يشكل تحديا اقتصاديا آخر وعبئا ثقيلا على العوائل الفقيرة التي بالكاد تدبر أمر معيشتها”.

توقفت عن العمل

ممثل إعلام دائرة ماء بابل، أرشد ميرزه، يقول إن “شح المياه وصل الى العديد من نواحي محافظة بابل، وليس فقط ناحية الشوملي. وهذه الشحة مرتبطة بالمشكلة التي يعاني منها العراق بشكل عام”.

ويضيف، أن “المجمعات والمشاريع الخاصة بمياه الإسالة تعتمد بشكل رئيسي على توفر المياه الخام، فمتى وفرت وزارة الموارد المائية الماء فإننا سنعمل على توزيعه على الأقضية والنواحي”.

ويؤكد في حديثه لـ”طريق الشعب”، وجود 20 مجمعا مغذيا لناحية الشوملي بالمياه، لكنها متوقفة تماماً منذ فترة ليست بالقليلة”، عازيا السبب الى “قطع مياه نهر الفرات وبقية الأنهر الفرعية”.

ويتابع بالقول: ان “تم مد أنبوب ناقل لناحية الشوملي بالمياه من مشروع المياه في ناحية الهاشمية، لكن يصل للمناطق القريبة من شط الحلة فقط”.

ويردف ميرزه كلامه بأن “مناطق أطراف الناحية والمناطق الزراعية هي الأكثر تضررا، كونها بعيدة عن شبكات المياه، لذا لم تستفد شيئا من مد الأنبوب”.

ويزيد بالقول: “لولا وجود مشروع الهاشمية لحلت مصيبة على سكان الشوملي، اذ ان توقف 20 مجمعا مائيا يعتبر كارثة كبيرة”.

ملامح هجرة

من جهته، يعلل مدير ناحية الشوملي، عادل الخيكاني، أسباب شح المياه في المحافظة، بـ”غلق او شبه غلق مصادر المياه، التي جعلت كمية المياه الواصلة لشط الحلة قليلة جدا، الامر الذي تسبب بأثر سلبي على المناطق البعيدة عن مصادر المياه ومنها مناطق ناحية الشوملي”.

ويقول الخيكاني في حديث مع مراسل “طريق الشعب”، إن “مناطق الشوملي بعضها يبعد عن شط الحلة حوالي 15 كيلومترا، وبعضها يبعد 35 كيلومترا”، لافتا الى ان المناطق البعيدة هي أكثر تضررا”.

وكرر الخيكاني ما ذهب اليه أرشد ميرزة بأنه “لم تستفد هذه المناطق من انبوب المياه الواصل للناحية من مشروع ماء الهاشمية”.

ويضيف ان “المناطق الجنوبية ارهقت بشكل كبير، وظهرت الهجرة العكسية من الريف الى المدينة، وهذا ما انعكس بشكل سلبي على الواقع الخدمي وواقع العمل في هذه المناطق”.

معالجات

ويذكر الخيكاني أن “إدارة الناحية قدمت مشروعا بقيمة 14 مليار دينار يتضمن إيصال الماء الخام من نهر الفرات ضمن الناحية الى مناطق جنوب الشوملي بطاقة تشغيلية تصل إلى 3000م في الساعة، لضمان تشغيل مجمعات تحلية المياه. على أن ينفذ هذا العام، اذا ما خصصت له الحكومة المحلية تخصيصات مالية لازمة”.

ويتابع قائلا: إن “المشروع سيركز على القرى والارياف الأكثر تضررا من شح المياه”، لافتا الى ان المشروع لا يعتبر حلا آنياً او سريعا، كونه يتطلب وقتا”.

وبالحديث عن المعالجات الانية، اقر بوجود عجز في احتواء المشكلة، كون انخفاض منسوب شط الحلة أثّر على جريان المياه في المشاريع الموجودة، كمشروع جدول الظلمية وام الورد والزبار والعتاب، وهي مشاريع كبيرة لكنها بعيدة عن شط الحلة، ما يصعب وصول المياه لها”. ويشير الى ان “حجم المشكلة كبير، ويطال ثلثي الناحية، إذ يتطلب إمكانيات وجهودا كبيرة”.

وفي ختام حديثه، شكر صحيفة “طريق الشعب”، على متابعة مشاكل الناحية، واهتمامها بحال السكان في الشوملي.