اخر الاخبار

اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 2250 في 9 ايلول 2015 حول “الشباب والسلم والأمن” الذي يعد الأول من نوعه، ويهدف إلى تعزيز مشاركة الشباب في هذين المجالين، وحث الدول الأعضاء على النظر في السبل الكفيلة بزيادة التمثيل الشامل للشباب في عمليات صنع القرارات على جميع المستويات لمنع نشوب النزاعات وحلها.

للقرار ضرورة في بلد مثل العراق تستنزف فيه طاقات وإمكانيات الشباب، خاصة خلال فترات الحروب والصراعات والنزاعات المسلحة، مما يجعلنا كمنظمات مجتمع مدني نؤكد على أهمية القرار في تعزيز دور الشباب من كلا الجنسين في منع النزاعات، وأهمية تمكينهم من المساهمة بشكل فاعل في بناء وتعزيز ثقافة السلام والتسامح واحترام الأديان والاقليات وحماية التنوع.

تلعب المنظمات والشبكات دورا مهما في تنفيذ القرار 2250 من خلال الجلسات النقاشية وبرامج التمكين المعرفي وبناء قدرات الشباب، ورابطة المرأة العراقية واحدة من المنظمات التي تعمل على هذا الجانب وبدعم من منظمة ( KTK ) السويدية، وبالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الرسمية، حيث تتابع تنفيذ الندوات الحوارية والتوعوية داخل الكليات الحكومية وغير الحكومية وفي مقرات عدد من المنظمات الشبابية، كما نفذت جلسات حوار وحلقات نقاشية داخل المجتمع مع شرائح وفئات مختلفة وفي عدة مناطق من بغداد والمحافظات ومنها سامراء والموصل والانبار، ركزت الندوات على دور الشباب من كلا الجنسين واهمية تمكينهم وبناء قدراتهم وتشجيعهم على العمل المشترك لدعم برامج السلم المجتمعي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأهمية دور الشباب ومهاراتهم في تعزيز أجندة الأمن والسلام في العراق.

وحاولت “طريق الشعب” الوصول إلى آراء ووجهات نظر عينة من الشباب حول أهمية القرار، حيث صرحت الناشطة الشابة براء محمود “من المهم جدا وجود الشباب في عملية بناء السلام لاسيما في المناطق التي تكون خارجة النزاعات لاسيما النزاعات المسلحة إذ يركز على وجود الشباب اليوم وإشراكهم في بناء مجتمعات مسالمة ولديهم الدراية بكافة الأمور والعوامل التي تسبب نزاع، وماهي الأدوات الممكنة التي تساهم في نشر السلام لمنع حدوث النزاع في المجتمعات، والأهم ان تضع الحكومة العراقية سياسات وآليات تمكنهم من المساهمة بشكل فاعل في المجتمع لتعزيز ثقافة السلام والتسامح واحترام الاديان”. طارق عبد الكريم وهو صحفي وناشط شبابي من الانبار: يرى ضرورة ان يترجم القرار إلى تشريعات أو خطط محلية تنسجم مع الواقع ويتحول إلى تعليمات وسياسات دولة لمعالجة كل المشاكل التي يعاني منها العراق فيما يتعلق ببناء السلام واستقرار أمن البلد، وهذا لا يتم بدون الفئة الأكبر وهي فئة الشباب ومن هنا تأتي أهمية القرار ودرجة الاستفادة منه كأحد ادوات التغيير.

ريا فائق مدافعة عن حقوق الانسان تقول لـ “طريق الشعب” إن “القرار 2250 يعد اعترافا بالحاجة الملحة لإشراك الشباب في تعزيز السلام ومكافحة التطرف العنيف، والدور المهم الذي يمكن ان يلعبوه في منع نشوب النزاعات وحلها، بمرحلة يتطلب فيها اتخاذ إجراءات لتعزيز مشاركة الشباب في رسم الخطط ووضع السبل الكفيلة بزيادة تمثيلهم في عمليات صنع القرار على جميع المستويات لمنع نشوب النزاعات وحلها.

وتضيف ريا “ومن أجل العمل على تنشئة جيل شاب صانع للسلام لابد من إقامة الشراكات معهم وحمايتهم وتسليط الضوء على الدور الذي يقوم به الشبان والشابات في تعزيز السلام والأمن، وهنا يكمن دور الإعلام مع منظمات المجتمع المدني في التوعية بالقرار وتسليط الضوء عليه وتعبئة الرأي العام من خلال دورات توعوية لتثقيف الشابات والشباب على ماهية هذا القرار، ونتمنى أن يكون للعراق دور فعال وملموس في العمل على هذا القرار للنهوض بواقع الشباب العراقي”.

عرض مقالات: