اخر الاخبار

تزامناً مع تحديات التغير المناخي التي تعصف بالعراق، نشرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تقريرا بعنوان “بالصور لا الأرقام: ماذا فعل التغير المناخي في العراق؟” تضمن مجموعة من الصور “الصادمة” التي توثق فداحة التدهور البيئي الذي تعيشه بلاد الرافدين.

المساحات الخضراء

وجاءت الصور في إطار مسابقة للتصوير الفوتوغرافي عن آثار التغير المناخي، نظمتها بعثتها في العراق العام الماضي بالتعاون مع الهلال الأحمر العراقي، وذلك في محاولة لإعادة تسليط الضوء على تفاقم خطر التغير المناخي على بلاد الرافدين، مع تسارع وتيرة الاحترار والجفاف وشح المياه والتصحر وتقلص المساحات الخضراء .

وتسلط مبادرة المنظمة الدولية هذه وفق خبراء الضوء على ضرورة توثيق تداعيات التغير المناخي وآثاره عبر الصور والمقاطع المصورة، التي يمكنها إحداث فرق والتعريف بشكل ملموس ومباشر بخطورة ما يحدث، فالصورة بألف كلمة كما يقال .

واعتبرت المنظمة أن التدهور البيئي هو قضية محلية عراقية وعالمية، وأن من الملحّ تطوير هكذا مبادرات توعوية لجعل هذه القضية محورا دائما للبحث والنقاش، وصولا لكبح تدهور المناخ وتطرفه ووضع الحلول والمعالجات الضرورية والمستدامة.

استشراس التغير المناخي

ويقول الخبير البيئي رمضان حمزة، إن “توثيق تداعيات ظاهرة التغير المناخي عبر الصور مهم جدا لعرض مدى فداحة التدهور البيئي والمناخي على عامة الناس، بحيث لا تبقى فقط هذه المسألة حبيسة أروقة الأوساط العلمية والأكاديمية أو الوزارات المختصة، وهو ما يسهم في التأثير أكثر على مشاعر المتلقي وعواطفه وإدراكه عبر معاينة مدى الضرر الذي لحق بالبيئة من حوله، لكنها مع ذلك قد لا تكون بالضرورة معبرة دوما عن كامل المشهد، وقد لا تعكس الواقع بكافة تفاصيله “.

وأضاف، أن “دور مثل هذه المبادرات محفز ولا شك لتسليط الضوء على الصورة الكاملة لتغير المناخ، والذي هو مشكلة عالمية وجودية تحتاج لمعالجات علمية وجادة بجداول ومعلومات وأرقام وتحليلات ومحاكاة واستنتاجات ومن ثم إقرار حلول، لكنها تبقى مبادرات رمزية تكشف هول الكارثة فقط، وتضغط لدفع السلطات والسكان نحو الوعي أكثر بخطورة الوضع جراء استشراس ظاهرة التغير المناخي في العراق.

مسؤولية الحكومة

وأشار حمزة الى، أن “الحلول والمعالجات فهي تقع بالدرجة الأولى على عاتق الحكومات والوزارات المعنية، وبالتشاور والتنسيق مع الخبراء والمختصين والمنظمات الأممية، ولعل أهم خطوة في هذا المجال في العراق هي البدء بممارسة ضغوط دبلوماسية وسياسية مكثفة حيال بلدان المنبع المجاورة للعراق، والتي تساهم بسياساتها المائية المجحفة في تعاظم خطر شح المياه والجفاف والعطش في بلاد الرافدين، عبر التجاوز على حصصها وحقوقها في نهري دجلة والفرات وروافدهما”. وأوضح، أن “التغير المناخي يعصف بشدة ب‍العراق، والذي يعاني للموسم السادس من الجفاف، وعواقبه ستمتد لسنوات طويلة تطال مختلف أوجه الحياة والانتاج والنشاط الإنساني، وتترتب عليه أزمات اجتماعية واقتصادية وأمنية متداخلة ومعقدة، ولا سيما في المجتمعات المحلية الأكثر هشاشة وتضررا في المناطق الريفية والطرفية”.

خامس المتضررين عالميا

وتابع الخبير البيئي، “من المهم جدا العمل على نشر الوعي البيئي أكثر، والتعريف بمخاطر ومدى تعاظم ظواهر تطرف المناخ وتغيره، عبر تنظيم فعاليات ومبادرات ترصد الواقع البيئي المتأزم بتفاصيله عن كثب، وتنقله للناس وبما يجعله قضية رأي عام”.

وأكد أن “العراق خامس البلدان الأكثر تعرضا للتدهور المناخي عالميا، نظرا إلى الظواهر المناخية العنيفة مثل درجات الحرارة العالية، وعدم كفاية الأمطار ونقص هطولها، والجفاف وندرة المياه، وتكرار العواصف الرملية والترابية والفيضانات”.

وأكمل رمضان حديثه قائلاً: “في عام 2013 مثلا هبت على العراق أكثر من 300 عاصفة رملية، بينما في الفترة ما بين عام 1950 إلى عام 1990 ك‍ان عدد العواصف الرملية أقل من 25 عاصفة في السنة الواحدة فقط”.

ولفت الى أن “94 في المائة من النازحين في محافظات العراق الجنوبية ذكروا ندرة المياه سببا رئيسيا لنزوحهم”، مستدركا “في عام 2001 اختفى 90 في المائة من الأهوار ففقد العراق التنوع البيولوجي، وكان ذلك سببا للنزوح واسع النطاق”.