اخر الاخبار

لم يعد فلاحو محافظة الديوانية، يعتاشون على ما ينتجون من محاصيل زراعية، ويأكلون مما تجود به أراضيهم الزراعية من خضار ورز العنبر وحنطة وتمور متنوعة، لأن ما تشهده المحافظة من جفاف قاس، جعلهم يفكرون بهجرة تلك الأراضي التي أحالتها ندرة المياه الى صحارى، وصاروا يبحثون عن أعمال أخرى توفر لهم قوت يومهم.

تركوا المهنة

هجر سعد أمير (38 عاماً)، مهنة الفلاحة التي يمارسها منذ ان كان فتى صغيرا، وأجبر على العمل بمهنة أعمال البناء، حاله حال الكثير من الفلاحين، الذين انقطع بهم الأمل بالحصول على المياه لأراضيهم الزراعية.

يذكر سعد لمراسل «طريق الشعب»، أن «الزراعة في السابق كانت تسد حاجتنا الغذائية، وبعد أن كنا نزرع أجود أنواع الخضار صرنا نتجه إلى الأسواق التجارية لشراء المستورد منها كالبامية وبقية الخضار وحتى الرز».

وبالإضافة الى انحسار عدد الأراضي المزروعة، وتحول اكثرها الى أراض قاحلة بسبب الجفاف، فإن العديد من المواشي والابل قد هلكت أيضا لقلة المياه، بحسب سعد الذي يعتبر أن «غياب المياه يعني غياب الحياة».

ويشير إلى أن «الحصول على المياه في الوقت الحالي يتم عن طريق السيارات الحوضية، ويكون مقابل أموال»، واصفاً الجفاف والشح المائي بـ»القاتلان».

ويلفت سعد إلى أن عشرات القرى في المحافظة تعاني من شح المياه، وهناك توقف لأغلب محطات الماء في المحافظة نتيجة الجفاف، إضافة الى وجود تلوث بيئي واضح على ضفاف الأنهر.

وبالرغم من وصول المياه إلى المناطق المحاذية لنهر الفرات في المحافظة، إلا أنها أقل بكثير من الكميات المطلوبة لتلبية احتياجات السكان، إضافة الا ان نسبة عالية فيه هي مياه صرف صحي.

ويجد سعد ان سوء الإدارة والتنظيم من قبل الجهات المعنية، يشكل سببا آخر يسهم في تفاقم مشكلة الجفاف.

حلول وقتية

من جانبها، تؤكد المعاون الفني لمديرية ماء الديوانية، حنان قادر، وجود شح يطال العديد من الاقضية والنواحي في المحافظة، مشيرة الى وجود هجرة كبيرة لسكان الريف بسبب عدم توفر حتى مياه الشرب.

وعن الإجراءات والحلول المتخذة لحل مشكلة شح المياه جراء انخفاض المناسيب، تذكر لـ «طريق الشعب»، إنه تم تأجير سيارات بخزانات حوضية، بسعة ٣٠٠٠ لتر، وبعدد ٢٠٠ خزان، من أجل توفير المياه لمناطق الأرياف.

وتصف قادر هذه الإجراءات بأنها «بسيطة ومؤقتة وسريعة لغرض معالجة الشحة ومنع الهجرة من الريف إلى المدينة».

وتكشف المسؤولة عن إنشاء مشروع مركزي للماء في منطقة الشافعية، حيث تمت الموافقة عليه، وهو بانتظار التخصيصات المالية بعد إقرار الموازنة العامة، مؤكدا أن هذا المشروع سيسهم في حل ازمة المياه في المنطقة التي تعاني من قسوة الجفاف.

وتبين قادر أنه سيتم نقل الماء الخام من الأنهار الرئيسية الى الأنهار الفرعية التي تغذي المجمعات المائية المتوقفة، بحسب توجيهات وزارة الموارد المائية.

الخطة الزراعية

مدير دائرة الزراعة في محافظة الديوانية، حسن العجيل، نفى وجود أي خطط زراعية للموسم الصيفي، إضافة لتقليص المساحات الزراعية لمحاصيل الموسم الشتوي.

ويؤكد أن استمرار شح المياه دون وجود حلول حقيقية، يجعل من ريف محافظة الديوانية، خالياً من سكانه ومزارعيه.

واستضافت بغداد يومي 6و7 أيار 2023، مؤتمرها الدولي الثالث للمياه الذي خرج بـ 16 توصية، من بينها تفعيل التنسيق والتعاون الأمني المشترك مع دول الجوار وتخصيص جزء من الموازنة لدعم الخطط الاستراتيجية للموارد المائية، وتقديم الدعم المالي لمناطق الأهوار جنوب العراق.

 وأوصت اللجنة التحضيرية للمؤتمر، بـ»تفعيل التنسيق والتعاون المشترك مع دول الجوار المتشاطئة مع العراق وعلى المستوى الإقليمي والدولي في مجال إدارة الموارد المائية وتحليل المخاطر الناجمة عن الجفاف والتغير المناخي عن طريق تبادل المعلومات والخبرات الفنية والعلمية المشتركة».

 ودعت إلى «تخصيص جزء من الموازنة العامة لتوفير الدعم المالي اللازم لتنفيذ الخطط الاستراتيجية ذات الصلة بإدارة الموارد المائية من خلال الحكومات».