يشكو مواطنون بغداديون من إصرار الكثيرين من أصحاب الأفران والمخابز في مختلف أرجاء العاصمة، على رفع سعر أرغفة الخبز والصمون، بالرغم من انخفاض سعر مادة الطحين تماشيا مع نزول سعر الدولار، مطالبين الجهات الحكومية المعنية، بالتدخل وردع الجشعين من أصحاب الأفران.

وقبل شهور، وفي ظل أزمة صعود سعر الدولار وتذبذبه، ارتفع سعر الطحين في الأسواق المحلية، حتى وصل إلى أكثر من 50 ألف دينار للكيس الواحد ذي الـ 50 كيلوغراما، بعد أن كان يباع بـ 25 ألف دينار وأقل، الأمر الذي اضطر أصحاب الأفران والمخابز إلى زيادة سعر الأرغفة أو تقليل حجمها لإبقائها على سعرها السابق. أما اليوم فقد عاد سعر الطحين إلى وضعه الطبيعي، بعد انخفاض سعر الدولار، وبالرغم من ذلك لا يزال قسم كبير من أصحاب الأفران يبيع منتجاته بالسعر المرتفع.

6 صمونات بألف!

يقول المواطن علي عارف، أن “أفران الصمون في بغداد لا تزال تبيع كل 6 صمونات بألف وليس 4 مثلما كان عليه الأمر قبل الأزمة. أما المخابز فهي تبيع اليوم كل 4 أرغفة بألف دينار، والمفروض أن يكون العدد بين 6 و8 وحسب حجم الرغيف”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا أن “أصحاب الأفران أبقوا على هذه التسعيرة بالرغم من انخفاض سعر الدولار، والذي أدى بدوره إلى انخفاض سعر الطحين المحلي والمستورد”، داعيا الحكومة إلى “التكثيف من حملاتها الرقابية الميدانية التي تنفذها على أفران الصمون والمخابز، لمحاسبة كل من لا يلتزم بتعليمات وزارة التجارة القاضية بخفض أسعار الصمون والخبز”.

بماذا يفرق طحين بغداد عن طحين المحافظات؟!

من جانبه، يقول المواطن محمد سعيد، أن “الكثيرين من أصحاب الأفران والمخابز في بغداد، يتسمون بالجشع الكبير، على عكس أقرانهم في المحافظات الأخرى”! مؤكدا في حديث صحفي أن “الأفران في المحافظات تبيع كل 8 إلى 10 صمونات بألف دينار، وكل 8 أرغفة خبز بالسعر نفسه، أما في بغداد فالكمية أقل مقابل هذا السعر”.

ويتساءل سعيد: “هل يختلف الطحين الموجود في المحافظات عن الموجود في بغداد؟ أليس هو نفسه الطحين المستورد من تركيا، والذي يقوم أصحاب الأفران بخلطه مع الطحين الأسمر؟!”، مطالبا بمحاسبة أصحاب الأفران الجشعين، وردعهم، في الوقت الذي بات فيه أغلب المواطنين يشترون الخبز والصمون ولا يصنعون هذه الارغفة في البيوت مثلما كان عليه الأمر سابقا.

تضامنّا معهم ولم يرحمونا!

المواطن محمد علي، يقول أن “العراقيين، في ظل أزمة الدولار، تضامنوا مع أصحاب الأفران، وساهموا معهم في وقفاتهم الاحتجاجية ضد ارتفاع سعر الطحين، أما اليوم وبعد أن انخفض سعر هذه المادة الغذائية، لم يرحم أصحاب الأفران المواطن، فواصلوا رفع سعر الرغيف.. أهكذا يردون الجميل، تضامنّا معهم ولم يرحمونا؟!”.

ويطالب علي في حديث صحفي، أصحاب المخابز الجشعين بالعودة إلى ضمائرهم الإنسانية “فليس من المروءة أن تستغلوا المواطن الفقير في لقمته الأساسية البسيطة”!

حملات رقابية

إلى ذلك، أعلنت دائرة الرقابة التجارية والمالية، عن تنفيذها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، حملات رقابية شملت العديد من الأفران والمخابز في عموم العراق.

ونقل بيان لوزارة التجارية عن مدير عام الدائرة رياض مهدي الموسوي، قوله أنه “بناء على توجيهات وزير التجارة، نفذت الملاكات الرقابية بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني ومديرية مكافحة الجريمة المنظمة، حملات ميدانية لمتابعة عمل المخابز وأفران الصمون. حيث وردتنا شكاوى عدة بخصوص المغالاة والتلاعب في أسعار وكميات الصمون وأرغفة الخبز المباع، بالرغم من انخفاض سعر مادة الطحين، إثر انخفاض قيمة الدولار في الأسواق المحلية”.

وأشار الموسوي الى ان الأجهزة الأمنية اتخذت إجراءات وقائية وسريعة للحد من قيام بعض أصحاب المخابز والأفران بالتلاعب بقوت المواطنين “إذ قامت بأخذ تعهدات خطية من اصحاب تلك المحال، تلزمهم ببيع مادتي الصمون والخبر بأسعار مخفضة، وبكميات مناسبة. كذلك ألزمتهم بعدم استخدام مادة النفط الاسود في الأفران، واستخدام النفط الأبيض بدلا عنها”، لافتا إلى أن “الاجهزة الرقابية تقوم بتدقيق إجازات ممارسة المهنة لأصحاب الأفران، والتي تصدر عن وزارة التجارة حسب الضوابط والتعليمات. كما تقوم بتدقيق أوزان العجين قبل خبزه”.