اخر الاخبار

تراجعت في السنوات الأخيرة كمية الامطار الساقطة في البلاد بسبب تغير المناخ وغياب الأساليب الصحيحة في التعامل مع البيئة، إضافة الى قلة الاطلاقات المائية مع دول الجوار، حتى صنف العراق في المرتبة الخامسة بأكثر بلد تأثرا بالتغير المناخي.

ويمثل ملف المياه في الوقت الحالي قضية رئيسية لمساسها بحياة المواطن العراقي، وتحديدا من يعتاشون على مهن مرتبطة بالمياه.

وحذرت المنظمات غير الحكومية، نهاية العام الماضي، من وجود 7 ملايين شخص مهدد بالحرمان من المياه، بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى الأنهر أو بسبب الجفاف.

وبحسب تقرير لمنظمة “المجلس النرويجي للاجئين” غير الحكومية، فإن من بين كل اسرتين عراقيتين هناك واحدة بحاجة لمساعدة غذائية في المناطق المتضررة من الجفاف في العراق، حيث أرغمت “الظروف القصوى” العديد على النزوح.

استند التقرير على استبيان استنتج وجود 2800 أسرة من عدة مناطق من شمال العراق إلى جنوبه نزحت بسبب الجفاف.

اسبابه

ويعتبر التغير المناخي سببا رئيسا للجفاف في العراق، إذا باتت درجات الحرارة ترتفع إلى أكثر من خمسين مئوية في فصل الصيف.

رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان، فاضل الغراوي، يشير الى وجود ثلاثة اسباب ساهمت في تفاقم الجفاف والاحتباس الحراري في العراق؛ اولها ارتفاع درجات الحرارة وتزايد أعداد العواصف الرملية واخرها سوء إدارة المياه الذي ادى الى مفاقمة آثار الجفاف والاحتباس الحراري في العراق.

ويعد العراق من بين خامس أكثر الدول تأثرا بالاحتباس الحراري وتغير المناخ.

ويقول الغراوي في حديث مع “طريق الشعب”، ان العراق لا يزال يعتمد على الوقود في كل شيء، بينما النشاط العالمي حول تغير المناخ يذهب باتجاه الابتعاد عن الوقود الأحفوري.

ويضيف الغراوي، ان “زيادة إنتاج النفط يثير المخاوف بشأن حرق الغاز في إطار عمليات استخراج النفط والتي أدت الى ظروف صحية متدهورة للسكان الذين يعيشون حول مواقع حرق الغاز، إضافة الى زيادة الأمراض السرطانية وارتفاع معدلات التلوث”.

وطالب الغراوي الحكومة بـ”إطلاق استراتيجية مناخية قادرة على معالجة الاحتباس الحراري وأهمية إدارة المياه وإنشاء سور العراق الأخضر واعتبار ملف المناخ من الملفات السيادية”.

التجاوز على المياه

وتتحدث الناشطة البيئية نجوان علي لـ “طريق الشعب”، عن الظروف البيئية التي مر بها العراق على مدى سنوات، من تزايد ارتفاع درجات الحرارة الى قلة الامطار، مشيرة الى ان ذلك أسهم في خلق ازمة جفاف كبيرة، رافقها تراجع تدفق المياه من دول الجوار، لأسباب عديدة.

ومن الأسباب الأخرى للجفاف بحسب نجوان، “حفر الآبار الارتوازية بصورة غير قانونية في العديد من المحافظات العراقية، بالإضافة إلى إنشاء بحيرات صناعية للأسماك بشكل متجاوز على نهر الفرات، ما تسبب بانخفاض مناسيب النهر، ومناسيب المياه الجوفية في ظل ندرة الأمطار”.

وتشير إلى أن هذه الظروف البيئية خلقت مشاكل عديدة وغيرت الكثير من ديموغرافية المناطق الجغرافية في العراق، إذ أجبرت هذه الظروف العديد من السكان على ترك منازلهم وأراضيهم.

وبنسبة 45 بالمائة من السكان الاصليين تركوا مجتمعاتهم الزراعية، باتجاه المدينة، بحثا عن مهن أخرى، بينما فقد 38 بالمائة وظيفته التي ترتبط بالعادة بموروثه وتاريخ ارضه.

وخلصت المتحدثة الى ان “الحكومات المتعاقبة لم تحمل ملف المياه بصورة جادة إلى الأمم المتحدة لمناقشة تقرير مصير العراق المائي مع دول الجوار، وأهمية ذلك في دعم الأمن الغذائي للبلاد، اذ ان قلة الاطلاقات المائية سوف تحول العراق إلى دولة صحراوية، إذا لم يحسم هذا الملف”.

بحيرة الرزازة

ويؤدي نقص المياه المستمر وظروف الجفاف إلى تدمير الاراضي الزراعية وقتل المواشي، اضافة الى انحسار العديد من المهن.

يقول المزارع فالح علي من محافظة كربلاء لمراسل “طريق الشعب”، ان “هناك العديد من العوائل الريفية التي اجبرت على النزوح من قراها بسبب خسارة المورد الاقتصادي لها، وارتفاع اسعار المواد من الاعلاف وبقية متطلبات الزراعة”.

وتعرضت أكثر بحيرات البلاد الى الجفاف، ومنها بحيرة الرزازة في محافظة كربلاء، وساوه في محافظة المثنى، والحبانية بمحافظة الأنبار، وحمرين في ديالى، والتي تتغذى على نهري دجلة والفرات.

يتحدث المزارع فالح عن بحيرة الرزازة قائلا: انها “كانت من أكبر البحيرات في البلد، وتحوي انواعا عديدة من الاسماك منها القطان والبني والشبوط، اضافة إلى الطيور المهاجرة، كما اتخذها مئات الصيادين مكانا لكسب الرزق من خلال صيد الأسماك والطيور”.

لكن هذه البحيرة، تحولت اليوم الى ارض قاحلة بسبب الجفاف، اضافة الى رمي المياه الثقيلة لبعض مناطق محافظة كربلاء.

عرض مقالات: