اخر الاخبار

بغداد ـ طريق الشعب

استجابت أمانة بغداد، إلى مطلب الحزب الشيوعي العراقي، وأهالي منطقة بارك السعدون، بتحويل المساحة الواقعة في وسط المنطقة إلى متنزهٍ كبير مفتوح، تديرهُ الأمانة نفسها بدلاً من إحالتهِ إلى الاستثمار.

وأعلنت الأمانة قبل أيام المباشرة في تنفيذ أحد أكبر المشاريع الترفيهية والسياحية في مركز العاصمة، وهو تطوير وتأهيل حديقة البارك، بمساحة ٥٥ ألف متر مربع، وتحويلها إلى مركز جذب ترفيهي وسياحي كبير وبتصاميم عصرية، بعد مناشدات من قبل الأهالي.

وفي غضون ذلك، اشتكى الأهالي من انتشار مذاخر الأدوية ومخازن البضائع بشكل عشوائي، والتي باتت تغير وتشوه معالم منطقتهم، داعين الجهات المعنية إلى وضع حد لانتشارها، او تنظيم الأمر على الأقل.

كيف بدأت القصة؟

وجه سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، عندما كان عضواً في مجلس النواب كتباً رسمية إلى أمانة بغداد، حملت تواقيع عدد من النواب تطالب الأمانة، بوقف إجراءات منح منطقة تعود لها إلى جهات استثمارية، لبناء مجمع تجاري ترفيهي ونادٍ اجتماعي، بعد ورود مناشدات واسعة من المواطنين هناك.

وحينها أوقفت أمينة بغداد السابقة ذكرى علوش، إجراءات منح هذه القطعة للاستثمار، وخلال تلك الفترة استمرت المطالبة، بأن تقوم أمانة بغداد بتنفيذ مشروع ترفيهي يكون متاحاً للجميع بصورةٍ مجانية، وأن تتحول قطعة الأرض الواسعة إلى مساحةٍ خضراء.

مشاريع عديدة للمساحات الخضراء

وللحديث عن هذا المشروع، أوضح المتحدث الرسمي لأمانة بغداد محمد الربيعي قائلاً، إن: “أمانة بغداد أعدت التصاميم بعد مطالبات من أهالي المنطقة، وعدد من الجهات، والحزب الشيوعي العراقي الذي طالب سابقاً بذلك عبر كتب رسمية”.

وأضاف الربيعي في حديثٍ خصَ بهِ “طريق الشعب”، قائلاً، إنه بعد هذه المطالبات قرر أمين بغداد، أن “يدخل تطوير بارك السعدون ضمن حملة من أجل بغداد أجمل، والتي أطلقها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وبعد اكمال التصاميم تمت إحالتها إلى دائرة المشاريع في أمانة بغداد، وبإشراف الوكيل الفني لأمانة بغداد”.

ولفت إلى أن المشروع يشتمل على “حدائق بتصاميم جديدة وعصرية، وأماكن استراحة للمواطنين، ومسرح مدور مشابه للمدرج الروماني المكشوف، وسيتضمن فعاليات متنوعة تتضمن المسطحات الخضراء عبر زراعة شتلات وأشجار جديدة، وتنفيذ نافورات راقصة، ونصب إنارة حديثة، وغيرها من الأعمال”.

وكشف المتحدث باسم الأمانة عن موعد افتتاح المتنزه أمام الناس، أنه من المخطط أن تنتهي الأعمال في شهر رمضان، ليكون الافتتاح رسمياً بعد عيد الفطر، مؤكداً أنهُ إلى جانب هذا المشروع، هناك مشاريع أخرى تتعلق بالمساحات الخضراء، حيث سترى النور في المستقبل القريب.

العديد من الاحتياجات

من جانبه، قال المواطن أحمد عبد النبي، وهو أحد سكنة منطقة بارك السعدون، أن “واقع المنطقة سيء جداً، إذ أن هناك إهمالا كبيراً، كما أن بعض الشوارع تفيض في موسم الأمطار، وبالتالي تُشل الحركة تماماً”.

وأضاف في حديثهِ لـ”طريق الشعب”، أنهُ ومجموعة من أصدقائهِ أخذوا على عاتقهم: “التحرك باتجاه القضايا الأساسية التي تحتاجها المنطقة، من ناحية البنى التحتية من خلال التواصل مع المسؤولين في المنطقة، وحققنا نتائج إيجابية في هذا الصدد، فشهدنا تبليط عدد من شوارع المنطقة، وفتحنا طرقاً مغلقة، إضافة لتنظيف مجاري المنطقة، والعديد من الأمور الأخرى”.

ونوّه عبد النبي إلى أن “الكثير من الأهالي بحاجة إلى حملاتٍ لزيادة الوعي، إضافة إلى أننا بحاجة إلى إدامة وصيانة محولات الطاقة الكهربائية، وكذلك إدامة تسليك وتنظيف شبكة المجاري، وهذه يجب أن تكون من الأولويات، لأن هنالك تراكمات بسبب الإهمال”.

ولفت إلى أن أنهم يعانون من “انتشار المذاخر والمخازن داخل المنطقة السكنية، وهذا يساهم في تجريد المنطقة من طابعها السكني، ويغير من ملامحها كثيراً، ويشوه معالمها كثيراً”.

وعلى صعيد متصل، قال المواطن علي فياض، وهو أحد سكنة المنطقة منذ 25 عاماً :”بالنظر إلى ماضي المنطقة، فإنّ حاضرها لا يسر، وعلى نواح كثيرة، منها الخدمات السيئة، البنى التحتية المتهالكة، والتقصير الذي نجدهُ متعمداً بحق أهالي المنطقة التي اصبحت معقلاً للخراب”.

وشكا فياض في سياق حديثهِ لـ”طريق الشعب”، من “تحول المنطقة إلى تجارية بعيداً عن طابعها السكاني الذي عرفناه طيلة السنوات التي خلت، وهذا نتيجة انتشار المخازن والمذاخر الكثيرة بشكل عشوائي وغير منظم، وهذا يؤثر على حياة الناس اليومية ويخلق ازدحامات كبيرة في الأحياء”.

وطالب المواطن، الجهات المعنية بوضع حد لهذه الظاهرة ومكافحتها، أو تنظيمها على الاقل.

وخلص إلى أن “أبرز ما تعاني منه المنطقة هو تهالك شبكة المجاري وتقادمها. يضاف إلى ذلك أنها لم تشهد عمليات إدامة وتنظيف ما فاقم الوضع سوءاً”، داعياً الجهات المعنية إلى الالتفات لهذه المنطقة بما يليق بتاريخها الكبير.