اخر الاخبار

 متابعة ـ طريق الشعب

طالما عانت البلاد من موجات جفاف قاسية، أفرزت الكثير من التداعيات على مستوى الأمن الغذائي والسكن الريفي، لكن موجات الأمطار حاولت التخفيف من وطأة السياسات المائية التي تتعامل بها دول الجوار (المنبع) مع العراق (المصب).

مع هذا المشهد المحيّر، فان الغيث يشل الحياة في المدن، فتحاول السلطات أن تتدارك الفشل الخدمي بتعطيل الدوام. وهذا ما لا يحدث إلا في دول قليلة حول العالم.

ورغم الوعود الكثيرة من قبل المسؤولين بمعالجة أسباب الغرق التي تنعكس على مستوى التجهيز الكهربائي، لكن ما ان تهطل أمطار السماء حتى يتبين زيف تلك الوعود.

هيئة الأنواء الجوية العراقية نبهت يوم السبت الماضي، الى تعرض البلاد لطقس جوي سيئ خلال المقبلة: هطول أمطار غزيرة وتساقط للبَرد (الحالوب) بدءاً من يوم الأحد.

وبسبب موجة الامطار الغزيرة قررت الحكومة اعتبار امس الاثنين عطلة رسمية في البلاد، حيث ذكرت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، في بيان لها أن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وجّه بتعطيل الدوام الرسمي ليوم الإثنين بسبب سوء الأحوال الجوية”.

وأظهرت مقاطع الفيديو والصور التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي غرق الشوارع في محافظات النجف وكربلاء وبغداد وواسط والديوانية والمثنى والبصرة وذي قار وميسان وغيرها.

وتداول صحفيون وناشطون، مقاطع مصورة لمطار النجف الدولي، حيث ظهرت المياه وهي تتدفق من سقفه بسبب الأمطار الغزيرة.

وفي قضاء الكوفة التابع للمحافظة، سقطت كميات من البَرَد (الحالوب) في مشهد نادر في هذه المحافظة.

كما تداول نشطاء مقاطع مصورة من داخل إحدى المدارس، حيث كادت الأمطار تتسبب بحدوث كارثة نتيجة لحدوث تماس كهربائي بوجود الطلبة.

ويعود سبب غرق شوارع وأحياء المحافظة إلى انسداد فتحات الصرف الصحي بسبب رمي المخلفات والأنقاض قربها أو في داخلها أو عدم وضعها في أماكنها المحددة، وبالتالي انجرافها مع مياه الأمطار، وذلك حسب بيان للمكتب الإعلامي لدائرة مجاري النجف.

كما ظهرت في مقاطع الفيديو شوارع الديوانية والسماوة والكوت وهي غارقة بمياه الامطار، وفقاً لصحفيين ومدونين.

ولم يختلف الحال في مدينة كربلاء، حيث تسببت الامطار الغزيرة بغرق العديد من الازقة والشوارع.

أما العاصمة بغداد، فتحولت أقضية أطرافها من جميع الجهات (النهروان، الحسينية، سويب وسبع قصور وحي طارق والمعامل وحي النصر والولداية والشيشان) الى مسطحات مائية، تحولت الحركة معها الى شبه مستحيلة، نتيجة لعدم تبليط اغلب شوارع تلك الاقضية، وتهالك المعبّد منها، في ظل طفح المجاري، ان كانت هناك شبكات للتصريف.