اخر الاخبار

تشهد أروقة المباني التعليمية في البصرة، اكتظاظا كبيرا لعدد الطلبة فيها، بالرغم من وجود محاولات في وقت سابق لبناء عدد من المدارس في المحافظة، لكن يبدو ان هذه المساعي لا تصب في حل ازمة الاكتظاظ، الذي أفرز دواما ثلاثيا في مدارس المحافظة.

تلميذات تتناوب على الرحلات

تقول فاطمة (8 سنوات) انها لا تحب الذهاب للمدرسة، وعند سؤالها من قبل مراسل “طريق الشعب” عن السبب، ردت بأنها لا تجد مكانا للجلوس. نتناوب انا وصديقاتي على الجلوس حتى على الأرض: لكل واحدة منّا حصتان للجلوس في المقعد الدراسي، وحصتان على الارض”.

وتضيف فاطمة، ان “عدد زميلاتها في الصف يتجاوز 60 تلميذة، ما يسبب ضوضاء وعدم تركيز”.

وتشير الى ان بناية مدرستها تعمل بالدوام مدرستها تحتضن دوما ثلاثيا، يتوزع بين مدرستين ابتدائيتين للبنات والبنين، والثالثة مدرسة ثانوية”.

اما والد فاطمة فيقول لـ “طريق الشعب”، انه بسبب عدم استيعاب ابنته وحبها للمدرسة، “اضطررت لان اشركها في التدريس الخصوصي”.

ويضيف، ان هذه التحديات تقع على عاتق الطلبة وذويهم وتحملهم أعباء إضافية، مشددا على حرصه بان تتم ابنته التعليم، فيما يتمنى في الوقت ذاته ان تكون هناك حلول ومعالجات من شأنها ان ترتقي بمستوى العليم، الذي سيتخرج منه أولادهم.

يفترشن الأرض

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، في الفترة الماضية، لمدرسة في محافظة البصرة، تفترش فيها الطالبات الأرض، لتصدر وزارة التربية بعدها توضيحا بشأن هذا المقطع، قائلة ان “المقطع المصور لطالبات يفترشن الأرض بمدرسة في البصرة قبل عام من الآن، وان تصرف المدرسة كان فردياً، وتمت إحالتها للتحقيق وتزويدها بالرحلات الدراسية”، ليعود بعدها انتشار مقطع اخر من مدرسة أخرى في البصرة لطالبات يجلسن على الأرض في الصفوف في هذه الفترة. وتقدر حاجة العراق إلى 8 آلاف مدرسة خلال السنوات الـ 5 المقبلة، بحسب ما صرحت به وزارة التربية في وقت سابق.

المدارس الكرفانية مؤقتة

يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية، كريم السيد، ان “محافظة البصرة لا يوجد فيها أية مدارس طينية، لكن هناك مدارس كرفانية”، مشيرا الى انها تواجدت لوضع اضطراري، لحين استكمال المدارس الجديدة وترميم المدارس القديمة.

عدد المدارس التي تحتاجها البصرة؟

ويكشف المتحدث في حديث مع “طريق الشعب”، عن حاجة مديرية البصرة الى ما يقارب (500-600) مدرسة، مؤكدا وجود اهتمام ومبادرات حقيقية لدى وزارة التربية في ما يخص موضوع الأبنية الدراسية.

ويشير الى وجود عمليات ترميم لأكثر من 2000 مدرسة، من ضمنها مدارس البصرة، إضافة الى وجود مدارس من المؤمل دخولها الخدمة خلال عام 2023.

نقص شديد

بدوره، يقول ناشط في مجال التعليم، علي حاكم، ان “العراق لا يزال يعاني من نقص في البنية التحتية، تحديدا على مستوى قطاع التعليم، اذ وفق احصائيات وزارة التربية فأن البلد بحاجة الى 8000 مدرسة”.

ويردف كلامه لـ “طريق الشعب”، بان “الطلاب اليوم الذين يفترض ان يدرسوا في المدارس النقص، يواجهون تحديات كبيرة، اذ اجبروا على الدراسة ضمن الدوام المزدوج والثلاثي والاهلية”، مشيرا الى ان الحد الطبيعي لعدد الطلاب في الصف المدرسي الواحد يقدر بـ 30 طالبا. اما اليوم فمدارس البصرة تستقبل ضعف العدد”.

وتفتقر المدارس الموجودة الى العديد من المقومات الأساسية منها: الدورات الصحية ومياه الشرب ومقاعد الجلوس، وحتى المناهج الدراسية التي لم توزع بشكل كامل، حتى الان، بحسب قوله.

حلول خجولة

ويصف حاكم، ما تقوم به وزارة التربية من حلول ومعالجات بأنه “خجول ومضحك”، مبينا ان الوزارة تتفاخر إعلاميا عندما تقوم بإرسال مقاعد دراسية لمدرسة ما في قضاء او ناحية معينة او تقوم بتوفير أشياء بسيطة، بالوقت الذي يجب فيه خلال عام 2023 ان تناقش خططا استراتيجية للتعليم، او كيفية التحول من التعليم التقليدي الى الرقمي، اذ هذا ما وصل اليه التعليم في العالم.

عرض مقالات: