اخر الاخبار

رغم اعتياد العراقيين على اعتدال نسبي للتجهيز الكهربائي، في موسم الشتاء، لكن الوضع يبدو مختلفا هذا العام، لا سيما في محافظة الموصل، حيث يشكو سكان بعض مناطقها قلة ساعات التجهيز، مبدين انزعاجا كبيرا من الحال الخدمي المزري، بينما يستغل أصحاب المولدات الأهلية هذه الأزمة، ليزيدوا من معاناة الناس وقسوة عيشهم.

حسن غلامي (يعمل في احدى محطات الكهرباء في نينوى)، يقول إن “قطاع الكهرباء في الموصل يواجه العديد من المشاكل، بسبب قلة المنظومات الكهربائية التي لا تسد حاجة سكان المحافظة”.

ويتراوح عدد سكان المحافظة بحدود الستة مليون شخصا، طبقا لغلامي. ويؤكد ان “ساعات تجهيز الكهرباء لا تزيد على خمس ساعات في اليوم”.

تجاوزات

 ويردف كلامه لـ “طريق الشعب”، ان الشبكات الوطنية “تتعرض لتجاوزات كثيرة من مواطنين ومؤسسات حكومية”، مشيرا الى ان هؤلاء يعملون على استخدام الربط المباشر، بعيدا عن أجهزة المقاييس كما يتم تبادل التغذية بين منطقة وأخرى.

ويضيف أن “الكهرباء تمثل عصب الحياة، وان فقدانها يعني توقف تام للكثير من القطاعات الصناعية والتجارية”، لافتا إلى ان المولدات الأهلية هي الأخرى أثقلت من كاهل المواطن.

مقترح حل

ويقترح غلامي حل هذه المشكلة عبر “استخدام الطاقة البديلة في توليد الكهرباء، كون محافظة الموصل تملك مساحات واسعة، يمكن استثمار الرياح فيها، إضافة لوجود اشعة الشمس”.

ساعات التجهيز

وفي هذا الصدد، يؤكد قاسم يعرب وهو ناشط من محافظة نينوى، ان “عدد ساعات توفير الكهرباء يتراوح بين 5 إلى 9 ساعات باليوم في فصل الشتاء، أما في فصل الربيع والخريف فتزيد قليلا”، مشيرا الى أن بعض المناطق في المحافظة تعاني من انعدام تجهيز الكهرباء.

ويوضح يعرب في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “هناك مجموعة شركات تعمل على توفير الكهرباء منها شركة (كار) المتواجدة في الجانب الايسر من المحافظة، والتي تعمل بنظام الجباية”، مبينا أن تكلفتها الباهظة لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي العام لمواطني محافظة نينوى، حيث يقدر المبلغ الشهري الذي يجبى من الناس بحدود مئة ألف، ويزيد”.

اما بالنسبة للمولدات الاهلية، فيبين ان سعر الامبير يتراوح بين (16 – 20) ألف دينار، وهذا السعر تقل قيمته عندما تكون الكهرباء الوطنية متوفرة، لافتا الى ضعف التجهيز الوطني.

وفي ختام حديثه، يقول القاسم ان “الكهرباء دخلت في جميع مفاصل الحياة وبعض اصحاب المصالح العامة يضطر الى الاعتماد على الكهرباء الوطنية دون المقدرة على توفير مولدة خاصة”، مطالبا بضرورة الالتفاف الى هذا الملف والتعامل معه بشكل جدي لأجل انهاء ازمة الكهرباء المستعصية منذ سنوات.

واقع مزرٍ

ويصف مدير قطاع توزيع الكهرباء في سنجار، محمد عبد الله، قطاع الكهرباء في الموصل بـ “المزري جدا”، مؤكدا أن “التجهيز وصل حالياً الى أكثر من خمسمئة ميغا واط، أي تجهيز ساعتين مقابل ثماني ساعات قطع لمرة واحدة”، متأملا ان يتحسن الوضع بعد قدوم الربيع”.

انقطاع الغاز

ويبين لـ “طريق الشعب”، ان “ السبب الرئيسي لانحسار عدد الساعات يعود لانقطاع الغاز الإيراني”، متأملا من الإدارة الجديدة لوزارة الكهرباء التي تعهدت بإنشاء محطات توليد جديدة، ان يتحسن واقع التجهيز في المدينة وفي عموم محافظات العراق.

وكانت وزارة الكهرباء صرحت في منتصف العام الماضي إن البلاد ستشهد نقصا في الكهرباء، بعد قطع إمدادات الطاقة الحيوية من إيران بسبب عدم سداد المبالغ المستحقة.

حيث أوقفت إيران تصدير خمس ملايين متر مكعب من الغاز يوميا إلى العراق.

وبلغ مجموع المبلغ الذي كان من المفترض على العراق سداه نحو 1.7 مليار دولار.

عرض مقالات: