يحتفي العالم اليوم الثلاثاء 11 تشرين الأول بـ (يوم الطفلة العالمي)، الذي تم الاعتراف به رسميا عام 2013، والهدف منه هو تحقيق التنمية المستدامة التي تتضمن غايات رئيسية تتعلق بالمساواة بين الجنسين، وتمكين جميع النساء والفتيات لوقف توارث الفقر والعنف والاستبعاد والتمييز من جيل إلى آخر وبتحقيق حياة كريمة للجميع. ولهذه المناسبة معنى مغاير عن غيرها من المناسبات العالمية، فعلى الرغم من أنه يفترض أن تكون (الطفلة) شأنها شأن (الطفل) كائنا بشريا له الحقوق وعليه الواجبات نفسها، إلا أن العديد من المجتمعات تعتبر الطفلة فردا منقوصا.
ممارسات سيئة وموروثات رجعية
وفي هذه المناسبة تحدثت، عضو رابطة المرأة العراقية انتصار الميالي، عن احتياجات الطفلة العراقية، قائلة: انها “تحتاج للكثير من الأمور منها الحماية والضمانات والرعاية الكاملة بكل المستويات، منذ بداية نشوئها كجنين حتى تولد، وهنا يكمن ناقوس الخطر والتمييز يبدا”. وربطتها الميالي في حديثها لـ “طريق الشعب”، بالوضع الاقتصادي والاجتماعي للعائلة والعادات والتقاليد الموروثات. وأضافت لـ “طريق الشعب”، ان الطفلة العراقية تتأثر بالعديد من العوامل منها “العادات والتقاليد والموروثات الرجعية، ووضع الاسرة الاقتصادي والفقر كل هذه عوامل تتأثر بها، وفي ظل ارتفاع نسبة الفقر في العراق الى بنسبة 30 في المائة، ينعكس هذا أيضا على الطفلة العراقية من الغذاء والملبس والعناية الصحية وغيرها من هذه الأمور غير المتوفرة”. وعن الممارسات السيئة التي تواجه الطفلة أوضحت الميالي، قائلة: ان “الاناث عرضة للتحرش حتى داخل المنزل وتقع ضحية أيضا لزنا المحارم”.
وشددت على ضرورة ان تلتزم “الحكومة بتعهداتها امام الدول والاتفاقيات الدولية؛ منها اتفاقيات حقوق الطفل واتفاقية سيداو، وهناك خطط وبرامج يجب الاهتمام بها منها التعليم الالزامي، ومتابعة دراسة الفتيات واخذ العناية الطبية، والتركيز على البرامج لتقليل الفجوات في المجتمع العراقي”.
وفي ختام حديثها تمنت المتحدثة في هذا اليوم ان “تنعم الطفلة العراقية بالعيش الكريم”.
ضمان حياة كريمة لها
وفي السياق ذاته، قالت الناشطة في مجال حقوق الطفل نور عادل: ان “الطفلة العراقية اليوم هي بحاجة الى حقها في اكمال التعليم، والحياة الكريمة بعيدة عن التقييد والممارسات التي من شأنها ان تؤثر عليها مثل تزويجها بعمر مبكر وبالإكراه”.
وعن أبرز ما تقاسيه الطفلة العراقية قالت عادل لـ “طريق الشعب”، انها تعاني من “التفرقة داخل الأسرة بينها وبين اخوتها من الذكور، وكذلك العنف الذي تتعرض له داخل البيت او خارجه، واجبارها على ترك التعليم، وتزويجها بعمر صغير، فأصعب ما تتعرض له الطفلة هو تحمل مسؤولية بناء اسرة وهي ما تزال طفلة تحتاج الى رعاية وحماية اسرية”.
وأشارت عادلة متأسفة الى انه “لا تزال الكثير من الظواهر السيئة موجودة الى الان، وتمارس تجاه الطفلة في الخفاء مثل ختان الاناث وغيرها، ونحن بحاجة الى رفض هذه الممارسات، ونبذها”.
وأكدت على أهمية ضمان “الحياة الكريمة لكل طفلة عراقية، والعمل على حماية طفولتها وحقوقها التي كفلتها له المواثيق الدولية، وهو ليس بالأمر الصعب، انما على الجهات المعنية تطبيق قانون حماية الطفل سواء كان ذكرا ام انثى بجدية عالية”.