اخر الاخبار

مع بداية ساعات النهار الاولى من يوم عيد المرأة العالمي، تفترش ساهرة “بسطيتها” وسط سوق شعبي في احد احياء بغداد الفقيرة، عارضة بضاعتها من انواع الخضار المختلفة، آملة أن تحقق دخلاً يؤمن لقمة يومها هي وزوجها المقعد منذ سنوات، واحفادها الثلاثة الذين فقدوا والدهم بسبب مرض مفاجئ!

ام خالد، التي تجاوز عمرها الستين عاما، وترك الارهاق والتعب والفقر والحرمان، آثاره الواضحة على محياها، كانت تحلم بحياة كريمة في شيخوختها، لا أن تضطرها الظروف الاقتصادية الصعبة، للعمل وفي أوضاع مزرية!

أمنيات بسيطة

ففي حديثها لـ”طريق الشعب”، تقول أم خالد انها تسكن غرفة مؤجرة مقابل 200 الف دينار شهريا، وتعد بسطية الخضار، مصدر رزقها الوحيد. 

وتضيف انها “تتعرض باستمرار الى مضايقات جهات غير حكومية تفرض عليها دفع مبالغ مالية، مقابل عدم رفع البسطية”. وتنبه الى انها كانت قد حصلت على مكان البسطية، بعد أن دفعت مبلغ سبعة ملايين الى احد المواطنين، كان يشغله قبلها.

وبخصوص راتب الرعاية الاجتماعية، توضح ام خالد انه لا يتجاوز 200 الف دينار شهريا، وهو غير كاف لسد المتطلبات اليومية، خاصة مع ارتفاع اسعار اغلب المواد الغذائية.  وتقول ان “المردود المادي الذي أحصل عليه من عمل البسطية قليل أيضاً، خاصة بعد إحجام الكثير من المواطنين عن التبضع نتيجة لإرتفاع الاسعار”. وتختتم أم خالد حديثها بالإشارة الى عيد المرأة فتقول “العيد هو أن أعود لبيتي بدخل جيد، أدفع به الإيجار وأوفر للأطفال مأكلاً وملبساً مناسباً”!

لم تشمل بالرعاية الاجتماعية

فيما تقول المواطنة ميسون رامي، التي تعمل في بيع الادوات المنزلية، لـ”طريق الشعب”، ان ضنك العيش بعد وفاة زوجها قبل اربعة اشهر اجبرها على العمل حديثا كعاملة في احد المحال لبيع الادوات المنزلية “لغرض توفير المتطلبات الحياتية والمدرسية لاطفالي الاربعة”. 

وتضيف ان “الظروف الصعبة التي فرضها واقع الحال وعدم قدرتها على دفع إيجار البيت، اضطرت للسكن في احد منازل العشوائيات”.

وتتقاضى المواطنة ميسون راتبا أسبوعيا يقدر بـ 50 الف دينار، مقابل عملها من الساعة الثامنة صباحا الى الساعة الواحدة ظهراً. 

وتؤكد أن “المبلغ غير كاف لتلبية جميع المتطلبات اليومية، لكنه افضل من لا شيء، اضافة الى ان هناك معونات مختلفة تصلني من والدتي، استطيع من خلالها تدبير اموري مع اطفالي، الذين اطمح لأن يكملوا تعليمهم”.

وحول مسعاها للحصول على راتب للرعاية الاجتماعية تفيد انها “لم تستطع الحصول عليه بسبب عدم وجود شمول جديد بالرعاية الاجتماعية”، معربة عن املها بايصال صوتها الى المعنيين لغرض شمولها بالاعانة الاجتماعية.

وللنازحات مأساتهن  

من جهة مكملة، تعاني العوائل التي أجبرت على النزوح، ولم تعد الى منازلها بسبب عدم اعادة اعمار المناطق المتضررة، من مشاكل إضافية، تثقل كاهل النساء الفقيرات، لاسيما العوائل التي فقدت معيلها في الحرب ضد الإرهاب، حيث أصبحت المرأة المعيل ورب الأسرة في آن واحد. 

تقول المواطنة امينة عبد الله، وهي ارملة وام لاربعة اطفال، كانت قد نزحت من الموصل مع اطفالها بعد احتلال داعش الارهابي للمدينة وتدمير منزلها، في حديث لـ”طريق الشعب”، “استطعت بعد النزوح العمل ببيع الخبز، في منطقة جسر ديالى، الا ان المورد المالي لم يكن كافيا لسد متطلبات الأسرة”. وتضيف “تمكنت من الحصول على منحة مالية من احدى المنظمات الداعمة للنساء، وعملت على فتح محل لبيع ملابس خاصة بالمرأة”، مشيرة الى ان ارتفاع الاسعار اثر سلبا على عملها بسبب قلة حركة المواطنين للتبضع.

وبخصوص مكان سكنها، تفيد أمينة بان هناك عائلة احتضنتها مع اطفالها للسكن في بداية الامر مجانا، وبعد استقرارها بالعمل بدأت تدفع مبلغاً رمزياً مقابل استمرار سكنها مع اطفالها، في شقة صغيرة جداً. 

وتعليقا على عيد المرأة تفيد بأنها لم تشعر به “بعد نزوحي من داري وفقدان زوجي”. 

وتأمل أمينة أن يتم إعمار منزلها في مدينة الموصل، لتعود اليه رفقة أطفالها.  

عرض مقالات: