اخر الاخبار

ادت الاوضاع الكارثية التي عاشها البلد في السنين الماضية وتزايد إدراك الناس لحقيقة مشاكلهم، إلى مراكمة الوعي بمسببات شقائهم، مما حفز مجاميع كبيرة منهم على رفض الواقع القائم ومنظومة الحكم وإدارة البلاد المسؤولة عمّا آلت إليه الأوضاع والتحرك صوب التغيير.

وهو ما تجسد في حراك احتجاجي متعدد الأشكال انطلق في شباط 2011 وشمل فئات وقطاعات اجتماعية واسعة، وتطور متصاعدا ليتكلل بتفجير انتفاضة تشرين الباسلة التي شكلت منعطفا فارقا في حياة البلاد السياسية. وتصاعد الحراك المطلبي بعد الانتفاضة ليشمل قطاعات وفئات واسعة مطالبة بتوفير فرص العمل وتثبيت الاجراء والعقود، وبتوفير الخدمات ومحاسبة الفاسدين في قطاعات الدولة في المحافظات وغيرها، وهي مرشحة لأن تتصاعد مع استمرار تداعيات الأزمة السياسية والاقتصادية والمالية وتزايد نسب الفقر والبطالة.

احتجاج مستمر في ذي قار

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “الخريجين يواصلون اغلاق مبنى شركة النفط لليوم الثاني على التوالي في تصعيد احتجاجي، للمطالبة بتوفير فرص العمل”، مشيرا الى ان “التصعيد جاء نتيجة لتجاهل الحكومة مناشدات الخريجين طيلة الـ 6 أشهر الماضية”.

في الاثناء، تظاهر العشرات من المتعاقدين مع محافظة ذي قار أمام مبنى المحافظة، احتجاجا على تأخير صرف رواتبهم منذ 3 أشهر، مشيرين الى ان الحكومة المحلية لم تلتفت لمعاناتهم بعد الإعلان عن إجراءات التقاطع الوظيفي والتي تأخرت كثيرا بعد إيقاف رواتبهم طيلة هذه الفترة.

وشملت احتجاجات الخدمات قرى ال أزيرج وخفاجة، التي تعاني من شح المياه منذ عدة أشهر دون معالجات حقيقية من قبل الحكومة المحلية.

تظاهرات للخريجين 

وفي محافظة ميسان، أقدم المئات من خريجي كليات التربية على غلق مجسر مدينة العمارة، احتجاجا على عدم شمولهم في درجات الحذف والاستحداث أو التعاقد معهم وفق قرار 315 للعمل في مديرية تربية المحافظة.

فيما جدد عدد من خريجي كلية العلوم تظاهراتهم أمام مبنى شركة نفط البصرة موقع (الزقورة)، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وطالب المتظاهرون الحكومة المركزية ووزارة النفط بتخصيص درجات وظيفية لهم على ملاك الشركة، كونها الجهة التي تحتاج لتخصصاتهم العلمية، مشيرين الى ان تظاهراتهم مستمرة منذ عامين دون استجابة من قبل الجهات المعنية.

ونظم عدد من موظفي مديرية شهداء البصرة وقفة احتجاجية لمطالبة رئيس المؤسسة بتعديل ضوابط شمولهم بتخصيص قطع الأراضي السكنية، وتعديل نقاط التخصيص المطلوبة وعدد الأطفال، وفقا لسلم الرواتب.

غضب في المثنى

وذكر مراسل “طريق الشعب”، عبد الحسين السماوي، ان “تظاهرة واسعة انطلقت في المدينة شارك فيها المئات من خريجي الجامعات والمعاهد في المحافظة، قبل ان ينضم إليهم شيوخ العشائر ووجهاء المحافظة، لإسناد مطالبهم والكف عن تهميشهم”.

وأضاف ان “وفد المتظاهرين الذي التقى محافظ المثنى احمد منفي، اعطى مهلة للحكومتين المركزية والمحلية من اجل الاستجابة لمطالبهم المشروعة”.

تظاهرة للعمال في النجف

في غضون ذلك، نظم عدد من عمال بلدية النجف، وقفة احتجاجية امام مديرية البلدية، مطالبين بتنفيذ قرار مجلس الوزراء رقم 315.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، أحمد عباس، بأن العمال المحتجين طالبوا بتطبيق القرار واحتساب مخصصات الزوجية والاطفال وتحويل الاجراء اليوميين الى عقود، وصرف رواتبهم المتأخرة.

خريجو ديالى

فيما جدد العشرات من خريجي المعاهد التقنية في محافظة ديالى، تظاهراتهم الاحتجاجية، مطالبين بتوفير فرص العمل. ووفقا لمراسل “طريق الشعب”، ان “الخريجين نظموا تظاهرة كبيرة وسط بعقوبة، انطلقت من شارع المحافظة وصولا الى ساحة الفلاحة، رافعين لافتات تطالب بتوفير فرص العمل في مؤسسات الدولة او القطاع الخاص”.

من شباط الى تشرين

ولمناسبة ذكرى 25 شباط 2011، يقول الناشط في الاحتجاجات بسام السينمائي، لـ”طريق الشعب”: ان ذلك الحراك أسس لما بعده، وقد توج ذلك في تشرين 2019 وما تلاه. ويضيف، ان “الشعب العراقي وعى اللعبة جيداً، لذلك انتقلت شعاراته المطلبية الى سياسية، وسعى الى تحقيقها بأشكال مختلفة. ونتوقع ان يشهد القريب العاجل احتجاجات اخرى قد ترتقي الى انتفاضة اوسع، كون المتنفذين لم يفهموا الدرس حتى الآن”.

عرض مقالات: