اخر الاخبار

ظلت فلكة (ساحة) التربية بمدينة كربلاء، تشهد، خلال أشهر الانتفاضة، كل يوم جمعة وقفات احتجاجية واعتصامات لمجموعة من المواطنين من الجنسين، ومن مختلف الأعمار، وهم يمارسون سلميا حقهم الدستوري والقانوني في التعبير عن رأيهم ورفع صوتهم عاليا ضد المحاصصة والفساد ومصادرة الحريات. وتشارك المرأة بفعالية في هذه التظاهرات، وللخيمة النسوية في الساحة نشاط متميز، وتنشط الرابطية صبيحة إزهيان في هذا الحراك من خلال المشاركة في العمل الطوعي بإعداد الطعام وتقديم المساعدات للمحتاجين، وتوثيق الانتهاكات التي تتعرض لها الوقفات الاحتجاجية. وفي لقاء “طريق الشعب” مع الناشطة صبيحة بينت أن الدافع أو السبب في مشاركتها بالتظاهرات هو أولا وقبل كل شيء ممارسة حقها الدستوري في التظاهر والاحتجاج، وهناك أسباب أخرى كثيرة دفعتها للتظاهر: نبذ نظام المحاصصة، وإدانة مظاهر العنف، والفساد المنظم، وهيمنة الميليشيات المسلحة التي عطلت البناء والإعمار، وحاربت الحريات العامة، وغيبت الهوية الوطنية.

وأضافت أن مشاركتها بالتظاهرات هو انتصار لمشروع الدولة المدنية التي تشكل نفيا لدولة المحاصصة الطائفية. ولهذا تعرضت الناشطة صبيحة ازهيان إلى مضايقات واعتداءات ولمرات عدة، لأنها كانت، مع ناشطات أخريات، في الصفوف الأمامية في التظاهرات. كما تعرضت لتهديدات، ولهذا السبب تضطر أن تغير مكانها. وتستطرد الناشطة صبيحة بالقول: إن مجرد مشاركة المرأة العراقية بهذا العدد الكبير، ومن كافة المستويات دليل على تضامن المجتمع مع ثوار تشرين، ومع المرأة بالذات، التي وجهت صفعة قوية للإسلام السياسي، الذي ينتقص من المرأة ويعتبرها عورة؛ فكان الرد منها: أنا الثورة، وأنتم العورة. لقد أثبتت المرأة بجدارة قدرتها على مشاركة أخيها الرجل في النضال السياسي من أجل الخلاص من النظام الطائفي المقيت وإقامة الدولة المدنية.

وفي ردها على اتهام المتظاهرين بالعمالة للأجنبي، أوضحت صبيحة: إن العملاء يلجأون دائما إلى أدلجة مشاريعهم، سعيا منهم إلى تزييف الوعي الاجتماعي. إن انتفاضة تشرين بعيدة كل البعد عن كل أنواع الأدلجة، وثوار تشرين قالوا بالحرف الواحد: نريد وطن. وهو شعار موضوعي غير مؤدلج، جعلوا الوطن أولى المهمات. وهذا ما لا يفعله العملاء الذين يتسترون بالدين تارة، وبالقومية تارة أخرى، ويغتالون الوطن والوطنية، لينتصروا للمشاريع اللا وطنية، قومية كانت أم دينية.

وأكدت الناشطة مرة أخرى أن مشاركة المرأة العراقية في الانتفاضة التشرينية الوطنية وفي الأعمال التطوعية تثبت جدارتها. وبهذه المشاركة ترد على كل الجهات والمؤسسات التي تنتقص من المرأة، وتثبت لهم بالقول والفعل أنها كاملة المواطنة. وتمتلك قدرة التأثير في القرار السياسي كأخيها الرجل، وتسعى الى الاطاحة بالفكر السلفي المتطرف الذي يقول: ما اجتمع رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما، وتثبت لهم العكس، وتردهم بمقولة ما اجتمع رجل وامرأة إلا والوطن ثالثهما.

عرض مقالات: