بفعل تزايد الكثافة السكانية، بات من الصعب على من يود بناء منزل في قضاء داقوق جنوب شرقي كركوك، الحصول على قطعة أرض سكنية شاغرة في مركز القضاء. وبينما تحول اتجاه الراغبين في شراء العقارات نحو الأحياء الواقعة في أطراف القضاء، ارتفعت أسعار الأراضي السكنية إلى 3 أو 4 أضعاف ما كانت عليه قبل عام من الآن.
ووفقا لوكالات أنباء، فإن سعر قطعة الأرض في بعض أحياء ومناطق داقوق، ارتفع من 40 إلى 100 مليون دينار وأكثر، ما عُدّ أمرا غير مسبوق في هذا القضاء الذي يضم مركزه 16 حيا سكنيا، ويبلغ عدد سكانه أكثر من 97 ألف نسمة.
وقضاء داقوق من المناطق الزراعية المعروفة بخصوبة أراضيها وبحقولها الخضراء، إضافة إلى اهتمام أهلها بتربية الحيوانات. ويجيد العديد من الاهالي مهنة النسيج وصناعة السجاد اليدوي وغير ذلك من الحرف اليدوية الشعبية.
وتشهد محافظات البلاد جميعها ومراكز مدنها، أزمة سكن حادة وارتفاعا كبيرا في أسعار العقارات. ووفقا لمتابعين فإن هذه الأزمة تعود إلى قلة الاستثمارات في قطاع البناء وعدم إقدام الحكومة على توفير وحدات سكنية كافية للمواطنين بأسعار مدعومة تناسب أوضاعهم المعيشية، فضلا عن غياب القوانين والتشريعات المنظمة لقطاع العقارات، ما تسبب في تنامي المضاربة في الأسعار وتحديدها وفقا لأهواء تجار العقارات.
وتنقل وكالات أنباء عن مواطنين وأصحاب مكاتب لبيع وشراء العقارات في داقوق، القول انه لم تبق أراض سكنية شاغرة في مركز القضاء، لذا يضطر كل من يرغب في بناء منزل إلى شراء منزل قديم وبناء آخر في محله، ما يؤدي إلى زيادة التكاليف.
ويوضحون ان ارتفاع أسعار العقارات في داقوق غير مسبوق، ولم يشهده حتى مركز محافظة كركوك. وحسب المواطن سيروان حيدر، الذي يسكن في مركز القضاء، فإن سعر قطعة الأرض في حي الموظفين تجاوز 100 مليون دينار، مبينا أن “الأسعار تتحدد وفقا لجودة الخدمات البلدية وخدمات البنى التحتية. فالأحياء التي تُنفذ فيها مشاريع خدمية جديدة، ترتفع فيها أسعار العقارات”. أما موسى الكياني، وهو صاحب مكتب لبيع وشراء العقارات، فيشير إلى ان هناك ندرة في الأراضي السكنية الشاغرة في مركز القضاء، لافتا في حديث صحفي إلى ان سعر قطعة أرض بمساحة تتراوح بين 200 و 250 مترا مربعا، وصل اليوم إلى نحو 120 مليون دينار.
من جانبه، يقول محمد جمال، أحد سكان حي إمام جابر في مركز القضاء، أن قطعة الأرض الفارغة التي كان سعرها لا يتجاوز 10 ملايين دينار، تجاوز اليوم 40 مليون دينار، مبينا ان هناك أحياء أنشئت بعد 2003 تقع خارج مركز القضاء وتفتقر للخدمات الأساسية، بات سعر قطعة الأرض السكنية فيها، من ذات الـ200 متر، يقترب من 60 مليون دينار.
ويرى جمال ان سبب ارتفاع الأسعار هو انتعاش حركة سوق العقارات، بعد تحسن الوضع المالي للعديد من المواطنين.
إلى ذلك، يقول غائب حسين، وهو أيضا صاحب مكتب عقارات، أن أسعار الأراضي والمنازل في داقوق أعلى مقارنة ببقية أقضية كركوك والبلاد بشكل عام، مؤكدا أنه بات من الصعب الحصول على قطعة أرض سكنية في مركز القضاء.
ويلفت إلى ان هناك قرية تسمى “فريق آوا” بعيدة عن مركز داقوق وتفتقر للخدمات الأساسية، وصل فيها سعر قطعة الأرض ذات الـ200 متر، إلى حوالي 40 مليون دينار، متوقعا المزيد من الارتفاع في أسعار العقارات خلال الفترة المقبلة.