اخر الاخبار

قبل حلول عيد الأضحى، شهدت أسعار المواشي في بغداد والمحافظات وإقليم كردستان، ارتفاعا مفاجئا، تجاوز الارتفاع الذي شهدته خلال الشهور الأخيرة، والذي أدى إلى غلاء أسعار اللحوم الحمراء.

وأثارت هذه المشكلة استياء الكثير من الأسر، لا سيما ذات الدخل المحدود، الأمر الذي حرم البعض من ممارسة أحد أبرز طقوس وتقاليد عيد الأضحى، والمتمثل في جزر المواشي وتوزيع لحومها على الأقارب والفقراء والمحتاجين.

وتنقل وكالات أنباء عن مواطنين، قولهم أن سعر الخروف في العديد من المحافظات تراوح بين 300 و450 ألف دينار.

فيما تراوح السعر في محافظات الفرات الأوسط، بين 350 و650 ألف دينار. 

أما في إقليم كردستان – حسب ما تنقله وكالات أنباء عن مواطنين - فقد بلغ سعر الخروف الصغير نحو 250 ألف دينار، بينما وصل سعر الخروف الكبير إلى 500 ألف دينار.  وأعجزت هذه الأسعار القدرة الشرائية للكثير من العائلات، خاصة ذات الدخول المحدودة والمتوسطة. ومنذ شهور بدأت أسعار المواشي ترتفع في العراق بشكل غير مسبوق، وذلك لأسباب عديدة، منها التغيّرات المناخية التي أدت إلى شح المياه والأعلاف وبالتالي نفوق أعداد كبيرة من المواشي، والتهريب الذي تسبب في تراجع أعداد المعروض في السوق المحلية، فضلا عن ارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف العلاجات البيطرية.

ولم يتوقف الأمر على أسعار المواشي. فقد شهدت أسعار الملابس ومستلزمات العيد الأخرى،  ارتفاعا كبيرا، في ظاهرة تحصل سنويا دون أي إجراءات حكومية جادة لمعالجتها، ما يحرم عائلات كثيرة من التمتع بأجواء العيد. 

ظاهرة طبيعية!

يرى الباحث الاقتصادي علي العامري، أن “ارتفاع أسعار المواشي قبيل عيد الأضحى ظاهرة طبيعية. إذ يُقدم أصحاب المواشي على رفع أسعار مواشيهم نظرا لزيادة الطلب عليها خلال المناسبات”.

ويضيف في حديث صحفي، أن تزايد عمليات تهريب الأغنام إلى الدول المجاورة، يعد من أهم أسباب ارتفاع أسعار المواشي، والذي أدى إلى تراجع كمية المعروض في السوق المحلية، مشيرا إلى ان “هناك عمليات مضاربة تجري في سوق المواشي، وهذه الظاهرة تنامت في ظل ضعف الرقابة وغياب المتابعة الأمنية وعدم محاسبة المضاربين”.

ويؤكد أن “بعض التجار يستغلون فترة الطلب على الأضاحي، في تحقيق أعلى قدر من الأرباح”.

اما محمد، وهو بائع أغنام في بابل، فيقول أن “أسعار المواشي كانت مرتفعة منذ شهور، ثم ارتفعت أكثر قبيل العيد، نظرا لزيادة الطلب على الأضاحي”، مبينا في حديث صحفي أن “أصحاب الأغنام هم الذين يقومون بزيادة الأسعار في كل عام تزامنا مع عيد الأضحى، مستغلين هذه المناسبة في تحقيق المزيد من الأرباح”.

ركود في كركوك

وفي كركوك، شهدت أسواق المواشي حالة من الركود بفعل ارتفاع أسعار الأغنام. إذ لم ينجح عيد الأضحى في إحياء هذا السوق مثلما كانت تجري عليه العادة، نظرا لعدم تحديد الأسعار.

وفي سوق بيع الأضاحي الكائن على شارع الكورنيش وسط كركوك، يعبر بائع المواشي جنكيز غريب عن استيائه من ارتفاع أسعار الأضاحي.

ويقول في حديث صحفي أن سعر الخروف صار يتراوح بين 300 و400 دولار، في ظل تزايد الطلب وقلة المعروض، مؤكدا أن ارتفاع الأسعار هذا العام غير مسبوق.

من جانبه، يؤكد مدير زراعة كركوك زهير علي، أن “الأغنام المحلية شهدت طلباً مرتفعاً، ما دفع وزارة الزراعة للسماح بالاستيراد من الدول المجاورة بهدف توفير اللحوم الحمراء والسيطرة على الأسعار”.

التغيّرات المناخية

إلى ذلك، يرى الاختصاصي في الثروة الحيوانية ماجد الطليحي، ان من بين أسباب ارتفاع أسعار المواشي، العامل المناخي وسنوات الجفاف التي عصفت بالمنطقة العربية ومنها العراق، الأمر الذي أدى إلى شح الأعلاف ونفوق أعداد كبيرة من المواشي” موضحا في حديث صحفي أن “المجتمع العراقي يستهلك اللحوم بشكل كبير، خاصة في المناسبات الدينية والاجتماعية”.

ويشير إلى ان “سوق المواشي يخضع لقاعدة العرض والطلب. لذلك ان تناقص الأعداد أدى إلى زيادة كبيرة في الأسعار”، لافتا إلى أن “مربي المواشي يعانون ارتفاعًا في تكاليف الإنتاج، بسبب زيادة أسعار الأعلاف، والتكاليف الطبية والبيطرية، وهذا ينعكس عادة على أسعار البيع للمستهلكين.”

ويرى خبراء أن التحديات التي تواجه قطاع المواشي تتطلب إجراءات حكومية فورية لضبط الأسعار وتوفير المواشي بكميات كافية لتلبية الطلب المتزايد عليها، خاصة خلال موسم الأضاحي.

جدير بالذكر أن وزارة الصحة أوصت في وقت سابق بعدم ذبح الأضاحي في المنازل تجنباً للإصابة بالأمراض الانتقالية ومنها الحمى النزفية. وبينما دعت الجزارين والعاملين في محالّ القصابة إلى “الالتزام بالمعايير الصحية من حيث ارتداء الكفوف والملابس الواقية وغسل المكان من مخلفات الحيوانات”، طالبت ربَّات البيوت بالالتزام بـ”التعليمات الصحية عند التعامل مع اللحوم من خلال ارتداء الكفوف وتعقيم الأدوات التي تستخدم في تقطيعها”.