اخر الاخبار

يعاني مرضى الكلى في مدينة الموصل، عدم توفر العديد من علاجاتهم الضرورية في المستشفيات الحكومية الاختصاصية، ما يضطرهم إلى شرائها من الصيدليات الخاصة بأسعار باهظة. فيما يواجهون صعوبة في الوصول إلى مركزي غسيل الكلى الموزعين على جانبي المدينة الأيمن والأيسر، بسبب الزحام وإغلاق أحد الطرق الرئيسة.

ووفقا لأرقام رسمية، فإن مجموع مراجعي مركزي غسيل الكلى يصل يوميا إلى 550 مريضا. حيث يتخصص أحد المركزين بالحالات المرضية الطارئة، والآخر بالحالات المزمنة.

وقبل شهور أغلقت السلطات الطريق الرئيس المؤدي إلى “مستشفى ابن سينا” في الجانب الأيمن، الأمر الذي جعل المرضى يواجهون صعوبة بالغة في الوصول إلى المستشفى، ويضطرون إلى سلك طريق بديل مسافته بعيدة.

أما تكاليف العلاجات التي يشترونها من الصيدليات الأهلية، فهي باهظة جدا. حيث يصل سعر بعض الأدوية إلى 120 ألف دينار، وهذا ما لا يقوى عليه أبدا الفقراء وذوو الدخل المحدود. 

مدير مركز غسيل الكلى في “مستشفى ابن سينا” في الجانب الأيمن، عزام حسين، يقول أنه “تم افتتاح مركز الديلزة (غسيل الكلى) في هذا المستشفى قبل أكثر من عام. وهو يضم 48 جهازاً للغسيل، ويستقبل يوميا ما معدله 435 مريضاً من ذوي الحالات المزمنة”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا: “أما الحالات الطارئة فيتم استقبالها في مركز أمراض الكلى في (مستشفى ابن سينا) الواقع في الجانب الأيسر من المدينة، والذي يستوعب نحو 135 مريضاً”.

ويلفت حسين إلى أنه “قبل شهور تمت المباشرة بأعمال هدم ورفع أنقاض المبنى القديم لـ(مستشفى ابن سينا)، الذي يقع ضمن المجمع الحكومي في الجانب الأيمن، ما أدى إلى قطع الطريق الرئيس المؤدي إلى مركز غسيل الكلى. لذلك يضطر المرضى إلى سلك طريق الجسر الثالث، للوصول إلى المركز”.

أعداد المرضى كبيرة

من جانبه، يقول المواطن علي إبراهيم، أحد ذوي مرضى الكلى، أن “مركز الديلزة في الجانب الأيمن يحتاج إلى استحداث المزيد من الأقسام، لكون أعداد المرضى كبيرة، لا سيما أن المركز يراجعه يوميا مرضى من مناطق زمار وربيعة وبعاج وبيجي وحمام العليل”، مبينا أن “هذا الزخم متعب جدا للمريض”.

ويشير المواطن في حديث صحفي إلى أن “إغلاق الطريق القديم المؤدي إلى مستشفى ابن سينا، تسبب لنا ولمرضانا في معاناة كبيرة. فالطريق البديل الذي يقع عند الجسر الثالث يسير في اتجاه واحد، ذهابا فقط، وعند العودة نضطر إلى العبور للجانب الأيسر، ثم نعود إلى الأيمن”، متابعا القول انه “عند خروجنا من المركز وسيرنا باتجاه غابات الموصل، نواجه زحاما خانقا. وهذا أيضا يتعب المريض كثيرا”.

ويؤكد أن “الطريق إلى المستشفى كان يستغرق منا سابقا 5 دقائق، أما اليوم فيستغرق منا نحو ساعة كاملة”.

العلاج مكلف

إلى ذلك، يقول مريض الكلى أحمد جاسم، أن “الكادر الطبي في مركز غسيل الكلى الواقع في الجانب الأيمن، ممتاز في التعامل معنا. لكن العلاجات غير متوفرة غالبا، لذلك نضطر إلى الذهاب لمركز الجانب الأيسر، لعلها تتوفر هناك”.

ويؤكد جاسم أن “الكثيرين من المرضى يشترون العلاجات من الصيدليات الأهلية. وهذا الأمر مكلف جدا بالنسبة لغالبيتنا. إذ يصل سعر الدواء أحيانا إلى 120 ألف دينار”.

وفي تموز الماضي، زار رئيس لجنة الصحة والبيئة البرلمانية د. ماجد شنكالي، وحدة الديلزة في “مستشفى ابن سينا” في الموصل. ودعا خلال الزيارة إلى بذل مزيد من الجهود لتقديم الخدمات للمرضى وتوفير الادوية اللازمة لهم، كقناني الالبومين وحبوب الكالسيوم والفسفور وامبولات الحديد والفيتامينات.

ولتخفيف الزخم الحاصل على وحدة غسيل الكلى في “مستشفى ابن سينا”، دعا شنكالي إلى الاسراع في فتح وحدات الديلزة في مستشفيات الحمدانية وتلعفر والخنساء والكيارة، وتوفير الكوادر الطبية الاختصاصية والاجهزة والمستلزمات اللازمة.