يعتبر قطاع الثروة الحيوانية في العراق، من القطاعات الاقتصادية المهمة في تحقيق الامن الاقتصادي والغذائي  للمواطن العراقي. وقد تعرضت هذه البنى في العقدين الاخيرين، وبعد سقوط النظام المقبور، الى الخراب الشامل، بسبب عمليات السرقة والنهب للمنشآت الحكومية، وكذلك بسبب عمليات الفساد وسوء الادارة وقلة التخصيصات والموارد المالية. ولعل خير مثال على ذلك ما جرى لمراكز التلقيح الاصطناعي للابقار، التي باتت متخلفة بشكل واسع، لا يتناسب واهمية قطاع الثروة الحيوانية.

لقد بدأ العمل في التلقيح الاصطناعي في العام ١٩٤١، حين تم جلب اربعة بقرات فريزيان وثورين من فلسطين، لغرض تحسين الصفات الوراثية للابقار العراقية المتخلفة في صفاتها وذات الانتاجية القليلة.  ثم استوردت فيما بعد، انواع اخرى من الابقار مثل أيرشير والجيرسي والهولشتاين، وتم تضريبها مع الابقار المحلية. غير أن اولى المحاولات لاستخدام التلقيح الاصطناعي بدأت عام ١٩٥٥ بعد جلب امبولات اللقاح اللازمة لذلك، مع العلم ان اول مركز للتلقيح الاصطناعي انشأ في العراق في العام ١٩٦٢ وفي العام ١٩٧٥ تم ارسال العديد من الكوادر للتدريب في فرنسا، وفي العام ١٩٧٨ تم فتح وحدات للتلقيح الاصطناعي في كافة المحافظات. لكن مما يؤسف له في العام ٢٠٠٣ وبعده، قيام البعض بنهب كافة التجهيزات الخاصة بالتلقيح الاصطناعي وكذلك الثيران المستوردة والمحلية والحصارات على الطرق الريفية وحتى الابنية.

ولتلافي ما حصل لهذا القطاع، قامت وزارة الزراعة بتنفيذ مشروعين، الاول سمّى بالمشروع ٤٥٧ وهو بالاشتراك مع الامم المتحدة، والمشروع الثاني لإستيراد جهازين للنتروجين مع ٣٠ ثور هولشتاين لغرض اعادة العمل بمشروع التلقيح الاصطناعي.

الا أن هذه الثيران اصيبت بمرض الحمى القلاعية في العام ٢٠١٠ مما اضطر الجهات ذات العلاقة بالاعتماد على الثيران العراقية، ثم على استيراد ٢٥ ثور من هولندا بعد الاتفاق معها، بحيث وصل عد الابقار حسب موقف وزارة الزراعة في نهاية العام ٢٠٢٢ هو (١٤٧١٧٨٤) رأس.

وبغية تطوير هذا القطاع، نقترح التالي :

اولاً - فتح مراكز للتلقيح الاصطناعي اخرى غير الثلاثة الموجودة حالياً لانها لا تكفي لسد الحاجة.

ثانياً - فتح وحدات للتلقيح الاصطناعي في كافة المستوصفات التي لايوجد فيها ذلك.

ثالثاً - توفير سونار لفحص الحمل والاورام في كافة المستشفيات البيطرية.

رابعاً - توفير ادوات الجراحة للتوليد في المستشفيات البيطرية.

خامساً - اعادة نصب حصارات للحيوانات على الطرق الرئيسة بدل التي نهبت بعد العام ٢٠٠٣ .

سادساً- تأهيل كادر وسطي بيطري متخصص في التلقيح الاصطناعي وتوزيعه على مراكز ووحدات التلقيح الاصطناعي .

سابعاً - توفير الادوية والعلاجات واللقاحات اللازمة لذلك في المستشفيات البيطرية .

ثامناً - القيام بحملات ارشادية في الريف العراقي بأهمية التلقيح الاصطناعي من قبل المراكز الارشادية واقسام الارشاد في مديريات الزراعة .

تاسعاً - توفير ثيران بقرية من مناشئ واصناف وانواع متعددة وذات انتاجية عالية وعدم الاكتفاء بنوع الهولشتاين، التي لا يرغب بها بعض المربين.

عاشراً - دعم العاملين في التلقيح الاصطناعي من اطباء بيطرين وكوادر وسطية بيطرية، بمخصصات الخطورة اسوة بزملائهم من العاملين في المفاصل البيطرية الاخرى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي استشاري