حذرت وزارة الموارد المائية من أن احتياطي المياه في أدنى مستوياته منذ عقود، مؤكدة أن هذا الملف لا يقل خطورة عن مواجهة داعش، وفيما أكدت استمرار السلطات العراقية في مطالبة إيران وتركيا بزيادة تدفقات المياه، كشفت عن تكنولوجيا جديدة لتكوين الاحتياطيات. وقال وزير الموارد المائية عون ذياب، إن ملف المياه وشحتها لا يقل خطورة عن مستوى مواجهة تنظيم داعش، مشيراً الى توجه حكومي لوضع الملف بـ»سلة واحدة»، مع ملفي الاقتصاد والتجارة.

يشار إلى أن وزارتي الزراعة والموارد المائية، قررتا في وقت سابق تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، فيما حذّرت وزارة الزراعة من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.

 وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20في المائة من موارده المائية، فيما أعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80في المائة، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.

ويعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.

وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، إلا أن هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.

تحسين نقل المياه

وعن تحديات 2023، المائية، قال وزير الموارد المائية، إنه «بإدارة حكيمة عملنا على ازالة التجاوزات وتحسين نقل المياه من مكان إلى آخر واستطعنا تجاوز موسم الصيف بنجاح بأضرار قليلة، وفي سنة 2018 كان لدينا مياه ضعف ما كان عدنا في هذه السنة».

واشار الى «تفاهم مع إيران وصل إلى تحقيق إنجاز بفتح فتح نهر الكارون منذ شهر نيسان الماضي». وعن المياه المالحة في البصرة، اوضح أن «المياه الداخلة الى البصرة الآن أفضل من السنوات السابقة».

وعدّ الوزير مسألة مياه نهر الفرات مع تركيا «سياسية»، وأشار الى «المباحثات مستمرة مع الجانب التركي، وهناك توجه حكومي لتحسين العلاقة مع هذه البلاد، ويكون ملف المياه هو الأول بين البلدين».

وتابع، أن «هناك اهتماماً من الحكومة لمعالجة مشكلة المياه التي قد تصل درجة خطورتها إلى مستويات مواجهة داعش»، محذراً من أن «الخزين المائي هو ادنى خزين يمر به العراق، وأملنا كبير بزيادة الخزين لمواجهة الصيف القادم». واوضح ان «هناك مصالح مشتركة مع الجانب التركي والإيراني»، لافتاً إلى أن «الإيراد المائي على نهر دجلة جيد بسبب سقوط الأمطار في إقليم كردستان العراق وإطلاق المياه من سد «اليسو» التركي لتوليد الطاقة، وأن ما يدخل من مياه في سد الموصل أكثر من مما يطلق منه».

بابل تشكو

من جهته، أكد مدير زراعة بابل، ثامر الخفاجي، أن كمية المياه المخصصة لمحافظة بابل قليلة ولا تسد الحاجة، وبينما اقترح حلّين للأزمة، حذّر من استمرار زحف أهالي القرى نحو المدن، لما لها من تداعيات سلبية على المدينة.