تشكل منطقة معمل الورق في محافظة ميسان، صورة بارزة للمناطق السكنية المنكوبة من ناحية الخدمات، خاصة في مجال البنى التحتية من شبكة مجارٍ ومياه إسالة وتبليط، الأمر الذي يشل حركة الأهالي خلال موسم الأمطار، بعد أن تغص أزقتهم بالأوحال والمياه الآسنة.

ويتواصل هذا التدهور الخدمي والإهمال الحكومي منذ سنوات طويلة، بالرغم من المناشدات الكثيرة التي يوجهها الأهالي إلى المعنيين. فيما يؤكد مسؤول محلي على أن المنطقة ستشمل بالمشاريع الخدمية ضمن تخصيصات العام المقبل 2024، في محاولة منه لطمأنة السكان.

وتبعد منطقة معمل الورق عن مركز محافظة ميسان حوالي 20 كيلومترا، وعن مركز قضاء المجر الكبير أقل من 5 كيلومترات، وهي تحمل هذا الاسم نظرا لوجود معمل للورق فيها، وهو «معمل ورق ميسان» المتوقف منذ عام 2003، بعد أن كان ينتج سنويا آلاف الأطنان من أكياس الاسمنت الورقية والورق المقوى وأطباق بيض المائدة. وبتوقفه عن العمل، التحق هذا المعمل بثلاثة معامل أخرى متوقفة أيضا في المنطقة، وهي معامل السكر والزيوت والبلاستيك.

تطمينات المسؤولين لم تقنع اهالي المنطقة، الذين جددوا، وفي حديث صحفي، مناشدة محافظة ميسان والجهات ذات العلاقة، الالتفات إلى منطقتهم ورفدها بالخدمات المطلوبة، وانتشالهم من هذا الواقع البائس.

يقول المواطن زين العابدين الموسوي، وهو من سكان المنطقة، أن «منطقتنا لم تشمل بالخدمات العامة، من مجارٍ وشبكات تصريف مياه الأمطار والتبليط، فضلا عن الحدائق والمدارس، وتعاني الإهمال وغياب الخدمات، ويدفعنا هذا الوضع الصعب، لمناشدة الجهات المعنية الاهتمام بالمنطقة، وتزويدها بالخدمات المطلوبة».

لا أحد يصغي لنا!

بدوره، يقول الموظف المتقاعد سعدون البيضاني، وهو أيضا من سكان المنطقة، أن «هذه المنطقة مهملة خدمياً، وعندما نطالب الجهات المعنية بتوفير الخدمات، لا نجد آذانا صاغية». ويلفت الإنتباه، الى أن «تلاميذ المنطقة يعانون الإهمال أيضا. إذ لا توجد سوى مدرسة واحدة مقسمة إلى ابتدائية بنظامين، صباحي وعصري، ومتوسطة بنظامين أيضا. أما رياض الأطفال، فغير متوفرة إطلاقا».

ويتفق مواطن آخر مع ما أفاد به البيضاني، مؤكداً على أن التلاميذ والطلبة يواجهون صعوبة كبيرة في الذهاب إلى المدرسة، بسبب رداءة الطرق، خاصة خلال فترة الأمطار. 

أما المواطن علي سعدون، فيشير إلى أنه «وبعد مطالبات كثيرة تم شمول المنطقة ببعض الخدمات، إلا أنها بحاجة إلى الإدامة، التي لم تتوفر رغم المطالب والمناشدات العديدة».

 وعود خدمية

إلى ذلك، يذكر قائم مقام قضاء المجر الكبير أحمد عباس رميح، في حديث صحفي سابق، أن «منطقة معمل الورق مشمولة بالمشاريع الخدمية، الجزء الأول منها مشمول بالمجاري والتبليط والأرصفة. أما الجزء الآخر فهو مشمول بالخدمات أيضا ضمن الجهد الخدمي لمجلس الوزراء لعام 2023». ويستدرك قائلاً «لكنه، وبسبب عدم وجود تخصيصات مالية لهذا العام 2023، سوف تشمل المنطقة بالخدمات على تخصيصات الجهد الخدمي للعام المقبل».