اخر الاخبار

شهدت العاصمة الفرنسية موجة من تفشي حشرة “بق الفراش”، ما اثار المخاوف من تأزم الوضع غير المسبوق حيث انها غزت حتى لحظة إعداد هذا التقرير مليون منزل فرنسي، وبعد هذا التفشي اتخذ عدد من الدول جملة من التدابير حسب اللوائح الصحية الدولية IHR2005 للحيلولة دون تسلل الحشرة الى بلدانها.

الحشرة وفق أصحاب الاختصاص تنتقل من مكان إلى آخر عبر الملابس المستعملة المستوردة (بالات)، شراشف، مراتب (اوجه مخدات) مستعملة، أثاث مستعمل، وخاصة الملابس المستعملة (بالات ـ لنكة) وهي تجارة رائجة في بلدنا تناسب اسعارها دخول المواطنين البسطاء.

ولأن نظامنا الصحي هش والوعي الصحي ضعيف، حذّر معنيون من إمكانية تسرّب هذه الحشرة الى بلدنا عن طريق الأوساط الناقلة التذي ذكرت انفاً، مشددين على ضرورة ضمان فحصها والتأكد من خلوها من مخاطر صحية (طفيليات، فطريات، فايروسات، ميكروبات مرضية انتقالية).

اجراءات مشددة في تونس

في تونس، اعلنت السلطات تشديد المراقبة بمختلف مناطق العبور البحرية والجوية والبرية لمنع تسرب حشرة “بق الفراش” إلى تونس.

حيث أكد مدير حفظ الصحة بوزارة الصحة سمير الورغمي، خلال تصريحات إعلامية، أن “تونس فعّلت اليقظة الصحية على مستوى مناطق العبور البحرية والجوية والبرية وكوّنت لجنة مشتركة ستجتمع في القريب العاجل لأخذ الإجراءات اللازمة لمنع تسرب حشرة “بق الفراش “، التي انتشرت مؤخرا بفرنسا إلى تونس.

وأضاف سمير الورغمي، أن تونس “قامت بتشديد المراقبة بمختلف مناطق العبور من حيث تفتيش الأمتعة والمراقبة الدقيقة للمسافرين القادمين من دول أوروبية ومراقبة السلع الموردة ولا سيما المستعملة منها”، مؤكدا عدم تسرب هذه الحشرة إلى تونس حتى الآن.

وأوضح الورغمي أن حشرة بق الفراش هي حشرة تعيش في المنازل وفي الأماكن الرطبة وفي الحشايا والخزائن وخاصة الفراش وتظهر كذلك لقلة النظافة وهي سريعة الانتشار وتحبذ الظلام وتمتص دم الانسان.

مخاوف من تسربها الى المغرب

كذلك قامت المملكة المغربية باعلان حالة اليقظة الصحية، وذلك تحسبا لأي تسرب محتمل لهذه الحشرة المزعجة.

وفي بيان لها، قالت وزارة الصحة المغربية، إنها “بتنسيق مع مختلف السلطات العمومية المتدخلة في مجال المراقبة الصحية على الحدود، قد عملت على تفعيل نظام اليقظة الصحية والرصد الاستباقي”.

وتأتي هذه الخطوة، بحسب بيان الوزارة الذي طالعته “طريق الشعب”، تحسبا لأي تسلل وانتشار لهذه الحشرة، وذلك تفاعلا مع خبر انتشار حشرة بق الفراش في إحدى الدول الأوروبية، في إشارة منها إلى فرنسا.

وفي الثاني من الشهر الجاري، قامت مصالح المراقبة الصحية الحدودية بميناء طنجة المتوسط، التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتفعيل الإجراءات التي يتم بها العمل في مثل هذه الحالات.

جاء ذلك على إثر إنذار صادر عن ربان سفينة قادمة من ميناء مرسيليا بفرنسا، بعد الاشتباه في وجود بق الفراش في مقصورة الطاقم، بحيث دأبت على إجراء تفتيش دقيق لجميع مكونات السفينة وحمولتها والأماكن العامة على متنها، وقد بينت نتيجة التفتيش عدم وجود أي حشرة على متن السفينة بما في ذلك بق الفراش.

فيما لم يتم رصد أي حالة لبق الفراش في المغرب، في وقت تنتشر فيه الحشرة بشكل كبير في الأوساط الفرنسية وسط جدل سياسي ومجتمعي كبير هناك.

وللتعرف إلى موقف وزارة الصحة العراقية والاجراءات التي يمكن ان تتخذ في هذا الصدد حاولت “طريق الشعب” التواصل مع الناطق الرسمي للوزارة الا ان الاخير لم يجب على الاتصالات المتكررة لمراسلنا.

ما هي وماذا تسبب؟

من جانبه، قال استشاري الاوبئة، د باسم العضاض: ان “بق الفراش حشرة طفيلية تعيش في المناطق الرخوة والمظلمة والرطبة، وفي المناطق التي تنعدم فيها النظافة سواء البيوت او الفنادق والمستشفيات والمراكز العامة، وتضع هذه الحشرة ذات الشكل البيضوي، بيوضها وتفقس وتستمر هذه العملية”.

وتابع قائلا: ان “ عدد الفقراء بالعراق ـ نتيجة نهج المحاصصة ـ يزداد عاما بعد اخر، وهناك شريحة كبيرة منهم يعتمدون على ملابس البالة، ومن الوارد والمحتمل ان تأتي مع هذه البالات ملابس تحمل الحشرة او البيوض وتدخل الى البلد”.

ولفت العضاض في سياق حديثه مع “طريق الشعب”، الى ان الخطورة اكبر “على الاطفال، فهم الحلقة الاضعف، وان الحشرة تنشط ليلاً، وتمتص دم الانسان وتتسبب بمرض جلدي يحتاج الى علاج طويل وحساسية للطفل”.

واكد ضرورة تشديد اجراءات الفحص “في المنافذ الحدودية، وشمول الملابس المستعملة المستوردة بإجراءات الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية، وضرورة حصولها على شهادة مطابقة COC من قبل الشركات الفاحصة المتعاقدة مع الجهاز، قبل توريدها للعراق اي شمولها بـ بيان رقم ١٧٨٣ في ١٩ أيلول ٢٠٢٢ والصادر من الجهاز اعلاه”.

ولفت الى انه وفق النظام السائد، يجب ان “تخضع ملابس البالة للتعفير والتعقيم، ويجب عدم استخدام ملابس البالة للاطفال خصوصاً دون السنتين. اما الكبار فعليهم ان يفحصوا الملابس جيداً ويتم غسلها بالماء الحار ونشرها امام اشعة الشمس لقتل البيوض والحشرة ان وجدت”.

وتابع قائلا: انه على وزارة الصحة “تطبيق اتفاقية ahr والمعايير الدولية، التي تنص على ان تكون مع كل شحنة من البالة، شهادة صحية تؤكد تعفير هذه الملابس قبل ان يتم كبسها وارسالها للعراق، مع ضرورة اخذ عينة عشوائية للتأكد من ان اجراء التعفير قد حصل بالفعل في بلد المنشأ”.

وخلص الى انه “لا ضير من فرض حظر مؤقت على فرنسا، على المواد والملابس والاثاث القادمة من فرنسا في حال اقتنعت وزارة الصحة بذلك. وهو اجراء وقائي ومن الضروري الانتباه جيداً”.

تحذيرات عديدة

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، اكد ناشطون ومعنيون بالشأن، ضرورة قيام الفرق الصحية المنتشرة في بغداد والمحافظات بجولات ميدانية لمخازن الجملة للملابس المستعملة للاطلاع على توفر الشروط الصحية بها ومتابعة المستمسكات المطلوبة (شهادة تعفير مصدقة للألبسة المستعملة المستوردة) وفي حالة عدم توفر شهادة التعفير والشروط الصحية يصار الى اتلاف الملابس موقعيا، فيما حذر المختصون من وجوب عدم شراء ملابس بالة مستوردة للأطفال الرضع بعمر اشهر، كون مناعتهم ضعيفة أي انهم (فئات هشة مناعيا).