اخر الاخبار

يعيش الكثيرون من المواطنين حالة ذعر وقلق من تعرضهم أو تعرض أطفالهم لهجمات مباغتة من الكلاب السائبة، التي باتت تنتشر بشكل كبير في الأحياء السكنية والأماكن العامة، في ظل عدم مكافحتها بصورة جادة.

وتنتشر الكلاب السائبة في عموم مدن البلاد، خاصة في الأحياء السكنية التي تعاني ضعفا في خدمات النظافة، والتي تتراكم فيها النفايات الجاذبة لهذه الحيوانات. وبالرغم من حملات المكافحة التي تطلقها دوائر الصحة والبيئة والبيطرة، إلا أن الأمر يحتاج إلى جهود أكبر، بسبب تكاثر أعداد الكلاب بمعدل عالٍ، والتي تتراوح في بغداد وحدها بين 150 إلى 200 ألف كلب – حسب تصريح صحفي سابق لمدير صحة الكرخ قصي نعمة الحسناوي.

وتفيد أرقام تقديرية صادرة عن جهات حكومية وغير حكومية، بأن عدد الكلاب السائبة في عموم العراق يزيد على نصف مليون كلب. وهذا رقم كبير جدا يؤشر استفحال التبعات البيئية والصحية لهذه المشكلة الآخذة بالتفاقم.

وتعترض الكلاب السائبة طريق المارة وتهاجم الصغار في الغالب، الأمر الذي يثير قلق الأهالي على أطفالهم، خصوصا مع قرب انطلاق العام الدراسي.

هجوم شرس

قبل أيام، وتحديدا في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، تعرض طفل يبلغ من العمر خمس سنوات إلى هجوم شرس من كلب سائب، خلف جروحا عميقة في وجهه وجسمه، ترتّبت عنها مضاعفات خطيرة، فرقد إثر ذلك في «مستشفى الحسين» بكربلاء.

وأفاد ذوو الضحية في حديث صحفي، بأن «الطفل الصغير تعرض لهجوم شرس من أحد الكلاب السائبة أثناء لعبه في الشارع رفقة أطفال الحي»، موجهين نداء إلى الجهات المعنية في المحافظة بـ «ضرورة مكافحة الكلاب السائبة لضمان سلامة المواطنين».

ولا تقتصر زيادة انتشار الكلاب السائبة على محافظة كربلاء، فالأمر يشمل جميع المحافظات، ما ينعكس في ارتفاع وتيرة مخاوف الناس من هجمات هذه الحيوانات، التي بينها أعداد كبيرة مصابة بأمراض خطيرة وأبرزها «داء الكلب».

حملات محدودة

ومع تصاعد الأصوات المطالبة بمكافحة الكلاب السائبة، تطلق السلطات المحلية حملات يمكن وصفها بأنها «محدودة» لقتل الكلاب في الشوارع.

وفي هذا السياق، يقول مدير المستشفى البيطري في محافظة بابل، أحمد فاضل فرهود، ان «مكافحة الكلاب السائبة تحتاج إلى تنفيذ حملات مستمرة، الا أن هذه الحملات تعتمد على وجود (رامي) ينسّب من وزارة الداخلية، مع توفير خراطيش لقتل الكلاب».  ويوضح في حديث صحفي أن «الرامي ينسب لمدة شهرين فقط، ثم يعاد تقديم الطلب لقيادة الشرطة من أجل تنسيب رامٍ آخر. وبالرغم من وجود تعاون في هذا الجانب، إلا ان المشكلة تكمن في توفير الخراطيش، فلا توجد جهة تأخذ على عاتقها توفيرها». ويبيّن فرهود أن «توفير الخراطيش حالياً يكون من خلال التبرعات من الجهات المستفيدة، وهذه لا تكفي للقيام بحملات منتظمة على مدار السنة وفي عموم مناطق المحافظة. لذلك ان الحملات التي تطلق في الوقت الراهن تقتصر على الاستجابة للشكاوى التي تردنا من المواطنين».

داء الكلب

في العام الماضي 2022، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 900 إصابة بداء الكلب خلال العام ذاته في عموم محافظات البلاد، فيما حذّرت من وجود أعداد كبيرة من الكلاب السائبة داخل المدن، ودعت إلى التخلص منها.  ويتطلب من كل شخص يتعرض إلى عضة كلب، أخذ لقاحات ضد داء الكلب تصل إلى 5 جرعات، في الوقت الذي لا تتوفر فيه مثل هذه اللقاحات في المؤسسات الصحية في البلاد، بسبب كلفتها الباهظة – وفق ما كشفه سابقا مدير صحة الكرخ قصي نعمة الحسناوي في حديث صحفي.

ويعد داء الكلب مرض فيروسي خطير يسبب التهاباً حاداً في الدماغ، وهو يصيب الحيوانات ذات الدم الحار، وينتقل من الكلاب إلى الإنسان عن طريق العض، ويؤدي إلى الوفاة بمجرد ظهور الأعراض، إلا في حال تلقي المصاب العلاجات اللازمة المضادة للمرض.

وفي هذا الجانب، يقول أستاذ التقانات الاحيائية والأمراض الانتقالية د.فراس رياض جميل، ان «داء الكلب تسببه الفيروسات المستوطنة في الحيوانات، خاصة في الكلاب والخفافيش. حيث ينتقل الفيروس إلى الإنسان، وهو شائع جداً في الكلاب ونادر في القطط».

وعن العلاج يوضح جميل في حديث صحفي أن «العلاج يكون بـ4 إبر على مدى 14 يوماً، وإذا كان المصاب قد تلقى التطعيم سابقا، يكون العلاج بإبرتين فقط. وفي حال تم التأكد من أن الكلب غير مسعور، فلا حاجة للتطعيم».