اخر الاخبار

مع قرب انطلاق العام الدراسي الجديد (2023 ـ 2024)، يستعد التلاميذ والطلبة في محافظة ديالى للتوجه الى مدارسهم التي بالكاد تحتفظ بملامحها: لا شبابيك، لا مراوح، لا كهرباء، لا صحيات، إلى جانب بنائها المتهالك وجدرانها الآيلة للسقوط في أية لحظة، الأمر الذي يهدد حياة الدراسين والمدرسين فيها.

التأثير على جودة التعليم

وتضطر مديرة إحدى المدارس في المحافظة إلى منح إجازة لطلابها، عند تساقط الأمطار في فصل الشتاء، أو في حالة حدوث عاصفة ترابية.

وتقول المديرة التي رفضت كشف اسمها، لمراسل “طريق الشعب”، إن “هناك أكثر من 500 مدرسة في مدن وأقضية المحافظة، تشهدا تضررا كبيرا نتيجة الحروب والأحداث السابقة”، مشيرة الى أن “الميزانيات السابقة لم تنصف قطاع التعليم، ولم تخصص أموالا كافية لإعادة تأهيل وإعمار المدارس”.

وتردف كلامها لـ “طريق الشعب”، بالقول إن “محافظة ديالى تعاني زخما كبيرا في أعداد الطلبة، وهذا ما يزيد الأمر سوءاً: مدارس قليلة ومتهالكة وطلبة بأعداد مهولة”.

وبحسب اعتقاد المديرة فإن المحافظة لم تشهد منذ أكثر من 15 عاما سوى بناء عدد قليل من المدارس لا يتجاوز 50 مدرسة فقط”، لافتة الى أن عشرات المدارس خرجت عن الخدمة بسبب الحرب، ما ولد ظاهرة الدوام المزدوج والثلاثي.

وترى المتحدثة، أن “هذا الحال يشكل خطورة على مستوى التعليم”.

وتقدر حاجة المحافظة للمدارس بأكثر من 400 مدرسة، عدا ضرورة إصلاح المتضررة منها بفعل العمليات العسكرية والحرب ضد داعش، مؤشرة أن أكثر “المناطق التي تعاني نقصا في المدارس هي المقدادية والمنصورية والعظيم وجلولاء”.

جهود تطوعية

ويعمل محمد ديلان بحملات إغاثية متعددة بعضها تشمل مبادرات تطوعية لإعادة بناء وتأهيل المدارس في المحافظة، اذ سلط الضوء خلال السنوات الأخيرة الماضية على بعض المدارس المتهالكة.

ويقول ديلان لـ”طريق الشعب”، إن “العديد من المدارس في المحافظة بحالة يرثى لها وهي آيلة للسقوط”، لافتا الى وجود مدارس وسط ارض مملؤة بالطين؛ حيث يصل الطلبة الى مدارسهم وهم مغمورون بالطين، لا سيما في منطقة معسكر سعد”.

ويعمل ديلان الآن على جمع تبرعات لإعادة إعمار مدرسة تضم ما يقارب 700 طالب، أغلبهم يسكنون العشوائيات، موضحا أنّ الهدف من إعادة إعمار هذه المدرسة هو حصول الطالب على “مياه صالح للشرب وصحيات نظيفة مؤهلة للاستعمال، بدل من ذهابهم إلى البيوت القريبة كما يحصل بالعادة، إضافة الى تضمين المدرسة شابيك وأبواب تحميهم من البرد والحر، وفرش أرضية المدرسة بمادة السبيس، لأجل تسهيل حركة الطلبة”.

وعن أبرز ما يعيق عمل ديلان التطوعي هو قلة الإمكانيات المادية، كون عملية التأهيل تتطلب أموالا ليست بالقليلة، والتحدي الآخر يتمثل بعدم التفات الجهات الحكومية للمساءلة.

شركات وهمية

وفي السياق ذاته، يقول التدريسي باهر الغزي إن “وضع المدارس في محافظة ديالى سيئ جداً، ابتداء من الشبابيك ومقاعد الجلوس الى الحمامات وساحات المدارس”، لافتا الى ان “ديالى لم تر شيئا من الوعود الحكومية الخاصة ببناء مدارس جديدة”.

ويضيف الغزي لـ “طريق الشعب”، أنّ “ما يحصل مرتبط بسوء الإدارة بشكل كبير وعدم وجود اشخاص متخصصين في المكان الصحيح، حيث الجهات المعنية تقوم بتأهيل المدارس بداية كل عام، ما تضطر لنقل إدارة المدرسة التي يتم ترميمها الى مدرسة أخرى، وتجعل الدوام ثلاثيا او رباعيا”، مضيفا أن “حملات إعادة الترميم والتأهيل ليست بالمستوى المطلوب”.

ويدعو الغزي، الجهات المعنية الى ان تفعل دورها بشكل حقيقي، وان تضع خطة واقعية قابلة للتنفيذ، على ان لا تضر بمستوى الطلبة.

ويخلص الى إن “العديد من الشركات الاستثمارية التي كان من المفترض ان تبني مدارس في المحافظة، تبين انها ليست موجودة على ارض الواقع”، مطالبا بتشديد الرقابة والمتابعة والعمل بشكل جاد، من أجل إنهاء ازمة شح المدارس في المحافظة”.