اخر الاخبار

تقرع أجراس الخطر في قضاء بيجي، أكبر أقضية محافظة صلاح الدين، مع كل جزيئة هواء يستنشقها سكانه وكل قطرة ماء يشربونها. فالسرطانات وحالات الفشل الكلوي والأمراض الجلدية وأمراض الغدة الدرقية، باتت متفشية بين السكان، بسبب مخلفات مصفى بيجي وفضلات الصناعات الكيمياوية التي تلوّث الهواء والماء.

وكان هذا القضاء الذي يبلغ عدد سكانه نحو 175 ألف نسمة، قد سقط بيد عصابات داعش الإجرامية عام 2014. وتم تحريره من قبل القوات الأمنية بعد معارك ضارية امتدت إلى أكثر من عام.

ويضم القضاء مصفى بيجي، الذي يعد أكبر مجمعات تصفية وتصنيع النفط في العراق، والذي يوفر ثلث إنتاج الصناعات النفطية في البلاد، ما نسبته 15 مليون طن سنويا من المشتقات النفطية. كما يضم القضاء معامل للأسمدة الكيمياوية والصناعات البتروكيمياوية.

وفيما يشكو أهالي بيجي من انتشار الأمراض السرطانية بينهم بسبب مخلفات الصناعات النفطية والكيمياوية، ينتظر مسؤولون صحيون إتمام إنجاز مركز لعلاج السرطان في صلاح الدين، في وقت لا يبدو فيه أن هناك نية حكومية لنقل الصناعات النفطية والكيمياوية إلى مناطق بعيدة عن التجمعات السكانية، أو تطويرها بالشكل الذي لا يخلف تأثيرات بيئية وصحية خطيرة.  

ووفقا لما أفادت به وكالة أنباء «شفق نيوز» في تقرير لها، فإن إحصاءات رسمية سجلت أكثر من 2500 اصابة بالأمراض السرطانية في مناطق قضاء بيجي.

وتمتد مشكلة الغازات السامة والمياه الملوثة في بيجي، إلى سنوات طويلة، مسببة تزايدا في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية. وقد سجل القضاء خلال الشهور الأخيرة وفيات عديدة بالسرطان، آخرها 4 أشخاص قبل أيام.

ولا تتوقف أسباب السرطانات في بيجي على مخلفات الصناعات، فضعف خدمات النظافة يضطر السكان إلى حرق النفايات في الشوارع والساحات العامة، ما يتسبب في تصاعد أدخنة سامة خطيرة – وهذا ما يؤكده العديد من المواطنين عبر وسائل الإعلام. 

تلوّث مياه الشرب

يعزو قائم مقام بيجي محمد محمود الجبوري، أسباب انتشار الأمراض السرطانية والجلدية وأمراض الغدة الدرقية في القضاء إلى «تلوّث مياه الشرب بسبب فضلات الصناعات الكيمياوية، والتي يجري تصريفها في النهر».

ويطالب في حديث صحفي، بـ «حلول ومعالجات لإبعاد خطر تفاقم الأوبئة والأمراض السرطانية عن القضاء، مع إنشاء مركز صحي متخصص في معالجة هذه الأمراض، ووضع خطة لحماية نهر دجلة من المخلفات والفضلات المميتة».

مركز لمعالجة السرطان

وكان مدير صحة صلاح الدين وكالة خالد برهان، قد أفاد في تصريح صحفي ابان تموز الفائت، بأن هناك مركزا متخصصا في معالجة الأورام السرطانية يجري بناؤه حاليا في صلاح الدين، مبينا أن «هذا المركز يعد من أهم المشاريع الصحية التي ستخدم المحافظة والمناطق المجاورة. إذ جهزناه بأفضل الأجهزة الخاصة بالأورام السرطانية، على مستوى الشرق الأوسط».

وتابع قوله أنه «وفرنا كادرا طبيا متخصصا في العمل على هذه الأجهزة»، مشيرا إلى أن «المركز يتضمن ردهتين بسعة 60 سريرا، إضافة إلى صالتين للعمليات».