اخر الاخبار

رغم هذا الكم المتراكم من السوء والعتمة والسلوكيات المنحرفة، إلا أن الضوء يظهر في آخر النفق لينير الطريق امام الاخيار والطيبين. ولهذا نجد بين الحين والآخر نماذج خيرة تؤكد لنا ان الخير باق وأهله باقون يحملون ذات القيم والمبادئ النبيلة التي تربوا عليها. قبل أيام اتجهت سيدة مع زوجها المريض الى مستشفى مدينة الطب في بغداد، وكانت تحمل حقيبة نسائية فيها كل التقارير الطبية الخاصة بزوجها، إضافة الى جهازي هاتف (آيفون) مع مبلغ مالي يقترب من مليوني دينار، فضلا عن وثائقهما الرسمية. هذه السيدة نسيت حقيبتها في زحمة المراجعة. وبعد مرور بعض الوقت تذكرتها وعادت الى المستشفى لتبحث عنها، لكنها لم تجدها! الوثائق الرسمية والتقارير الطبية الموجودة في الحقيبة، كانت تهم المرأة أكثر من المبلغ المالي. من حسن حظها انها كانت تحتفظ برقمي هاتفيها الموجودين في الحقيبة، وما ان اتصلت على أحدهما، حتى رد عليها شخص، وقال: أنا حيدر محمد قاسم، أعمل في المختبر المركزي لمدينة الطب. فأبلغته بأنها صاحبة الحقيبة النسائية المفقودة.

أجابها قائلا: ان الحقيبة وما تحتويه موجودة عندي وهي في الحفظ والصون. وفعلا ذهبت السيدة إلى حيدر، فسلمها الحقيبة بكامل محتوياتها. وردا للجميل، عرضت السيدة على الرجل مكافأة مالية نظير أمانه، لكنه رفض بشدة!

أقول، هذا هو العراقي الأصيل، نموذج للإنسان الطيب والأمين، الذي يعيد الأمانات إلى أصحابها ويسعى الى الخير دوما. تحية لكل الاخيار وأصحاب القيم والمبادئ العالية.

عرض مقالات: