يستخدم قسم من المعلمين “العقاب البدني” كإجراء لإنزال العقاب بالتلميذ في حال ساء سلوكه أو لم يذاكر الدرس المطلوب منه. ويكون العقاب ضربا بالعصا أو صفعا باليد، أو إلزام التلميذ بأداء تمرينات ورياضات وأعمال شاقة.

لكن لهذا النوع من العقاب مساوئ كثيرة قد تنتهي إلى هروب التلميذ من المدرسة. أو تجعله قلقا متوترا عدوانيا، وتدفعه نحو الكذب والغش. لذلك يتوجب من المعلمين الابتعاد عن هذه العقوبة الخاطئة.

وترى سارة حسن محمد، وهي مديرة مدرسة، أن العقوبات تأتي لقمع سلوك غير مرغوب فيه، مستدركة “لكن المعلم الجيد لا بد أن يثق بقدرة التلميذ على التحسن، قبل أن يلجأ إلى العقوبة. لذلك يجب أن يكون العقاب خيارا أخيرا، وعلى المعلم أن يطبقه بشكل مخطط ومدروس، وليس من أجل تفريغ غضبه والتنفيس عن احباطاته”.

فيما يرى المعلم ماجد عباس عبد الواحد، أنه من الضروري إنذار التلميذ المقصر وتحذيره من السلوكيات الخاطئة قبل معاقبته، على أن تكون العقوبة هادئة وغير انفعالية.

ووفقا للمعلم غسان عواد، فإن “استخدام العقاب البدني بشكل مفرط يخلف آثاراً عكسية على سلوكيات الطلبة، فيكون رد فعل الطالب احياناً قاسياً تجاه المعلم، ما يفقد الأخير هيبته أمام طلبته”.

بينما تشدد المعلمة هالة عبد الكاظم، على أهمية أن تكون العقوبة تربوية وليس انتقامية “فالمعلم هو أب وموجه ومقوم لسلوكيات الطلبة، ولا بد أن يراعي ظروف الطالب النفسية والعائلية والمعيشية والمدرسية، قبل معاقبته”.

وعليه، نرى من الضروري الابتعاد عن العقاب البدني، والتوجه إلى أساليب أخرى للعقاب، كالعقاب المعنوي الذي أثبتت دراسات عديدة أهميته وجدواه وأفضليته على العقاب الجسدي. كذلك من الضروري أن تتم مكافأة التلميذ الناجح والمجد والملتزم، وهذا بدوره يعد محفزا لبقية التلاميذ على الالتزام والنجاح والتفوق.

عرض مقالات: