اخر الاخبار

التعليم مهنة لها جذور تاريخية وأصول وقواعد. وهناك معايير لمن ينتمون اليها. والمعلم والمدرس رب مهنة له أدوار متعددة عليه الاضطلاع بها، ولأدواره حدود معينة لا يجوز ان يتعداها، ومنها ما يتعلق بمظهره العام وذوقه في اختيار ملبسه وادواته وأساليب تدريسه وتعامله مع غيره. إذ ان المعلم هو حجر الزاوية في البناء المعنوي للمدرسة، وهو المصدر المهم للمعرفة. كذلك ان المعلم هو الموجه الأول لسلوك الطلبة بما يبثه من روح الود والاخاء والتعاون في نفوسهم.

لكن، هل المعلم راضٍ عن مهنته؟ الجواب بالنسبة لأغلب المعلمين، هو لا! وذلك لأسباب عديدة. ففي هذه المهنة سلبيات ومتاعب كثيرة، أولها ان مردودها المالي ضئيل جداً ولا يمكن ان يوفر للمعلم حياة كريمة. وربما يقول قائل ان رواتب المعلمين والمدرسين تحسنت بعد 2003، وهذا صحيح، لكن اغلب هذه الرواتب تستنزفها بدلات الايجار الباهظة وبقية متطلبات الحياة. لذلك أن الكثيرين من المعلمين يعملون بعد الدوام الرسمي في أعمال مرهقة، كسائقي تاكسي أو أصحاب بسطات أو عمال في محال تجارية.

كذلك، أن الدولة لم توفر للمعلمين والمدرسين قروضاً ميسرة بدون روتين كي يتمكنوا من شراء دور سكنية أو قطع أراض. فأغلب الموظفين حصلوا على سلف الـ 100 راتب عن طريق وزاراتهم، بينما وزارة التربية لم تحرك ساكناً في تسهيل مهمة حصول المدرس او المعلم على ذلك.

البعض يرى أن المعلمين يحصلون على أموال طائلة عن طريق التدريس الخصوص، لكن ليس كل المعلمين منخرطين في هذا العمل، سوى عدد من الاختصاصات العلمية للمرحلة الإعدادية.

ولا يحظى المعلم بوجود مستشفى خاص بالأسرة التعليمية، في الوقت الذي يعاني فيه الكثيرون من المعلمين أمراضا مزمنة.

نتمنى من نقابة المعلمين العريقة ان تتحرك باتجاه تحقيق مطالب المعلمين، وهي كثيرة، منها تسهيل حصولهم على القروض ومنحهم قطع أراض. فالأمر هنا يتطلب وقفة جادة للاهتمام بهذه الشريحة المهمة وتوفير احتياجاتها من أجل العيش الكريم. فلا تقدم وتطور في البلد من دون نهضة التعليم ورضا المعلم عن مهنته.

عرض مقالات: