اخر الاخبار

بالأمس كانت إدارات الأندية الرياضية مثالاً متميزاً في عطائها ودورها الناشط في قيادة الأندية وحسن إداراتها في العمل الإداري الناجح وفي النشاط الرياضي بكل أنواعه حيث كان أغلب ان لم يكن كل الأعضاء هم معلمو ومدرسو ومبدعو الرياضة وعملهم تطوعي وبلا مقابل نقدي أوعيني لأنهم كانوا يعشقون رياضتهم وألعابهم ويتفانون في سبيلها ومن أجلها. وكانت انديتهم قلاعا لجميع الألعاب والرياضات، وقد برزت وظهرت في الساحة الرياضية أندية كبيرة وبارزة ونجوم كبار حققوا أحسن النتائج في ألعاب المصارعة ورفع الاثقال والملاكمة والسباحة، وكان لهؤلاء الابطال دورهم ولأنديتهم أدوار خالدة بفضل حسن الإدارة والتشجيع المعنوي والدعم المتواصل. لكن الأحوال تغيرت في مراحل الثمانينات وما تلاها حيث بدأت الحزبية الضيقة تفرض نفسها على الرغم من ظهور أبطال ورياضيين كبار إلا أن تسلط البعض من غير المتخصصين والطارئين على هذه الأندية وسطوة البعض من هؤلاء على الاتحادات الرياضية بحكم نفوذهم (وارهابهم) واستمر هذا الواقع وذاك الحال إلى اليوم، إلا أنه أخذ اشكالاً أخرى، ولعل في مقدمتها الطائفية! وهنا نجد وبشكل واضح وجلي أن سبب نجاح الأندية بالأمس هو الكفاءة والنزاهة الوطنية حيث كان جميع أعضاء الهيئات الإدارية للأندية يعملون بجد وإخلاص من أجل الرياضة وحب العراق، وهنا أتذكر حكاية جميلة عن البطل الأولمبي العراقي الراحل عبدالواحد عزيز ابن البصرة أنه حقق نتائج كبيرة في بطولة آسيا برفع الاثقال حيث احتاج لمبلغ من المال للسفر إلى الاتحاد السوفيتي (السابق) لغرض التدريب مع أبطالهم استعداداً للدورة الاولمبية في روما عام 1960 وكان يمتلك سيارة قديمة (فولكس واكن) فاضطر لبيعها وصرف مبلغها لسفره وتدريبه في موسكو!.

هكذا كان نجوم وأبطال الأمس، وكانت إدارات الأندية الرياضية جادة ومخلصة في عملها وتقدم نفسها للوطن ومن أجله بعيداً عن النفعية والمصالح الضيقة.

لذا أقول إن واجبنا اليوم ان نعتني بواقع الأندية الرياضية ونعمل من أجل تطويرها والارتقاء بها والوقوف بوجه من يحاول تخريبها والإساءة اليها لأنها أساس الرياضة العراقية واساس نجاحها. أما الحزبية الضيقة والطائفية المقيتة والمناطقية والعشائرية المتخلفة فإنها لا تساهم في تطوير انديتنا التي هي أساس الرياضة العراقية ومنها ومن خلالها تتشكل اتحاداتنا المركزية والفرعية في المحافظات، وبالتالي تتأسس وتظهر القيادة الحقيقية للرياضة العراقية التي هي اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية. وعلينا ان نبدأ بالأندية الرياضية ونهتم بتشريع القانون المناسب لها بشكل يحقق وصول الاكفأ والأنشط والأنزه إلى هذه المؤسسات الرياضية والوقوف بقوة بوجه المتسلقين والانتهازيين وقناصي الفرص. وبتلك نخلص الرياضة العراقية من إدارتها ونفتح الطريق امام الكفاءات من الأكاديميين وابطال الرياضة والمختصين. وبهذا نكون قد حققنا نقلة نوعية في رياضة الوطن.. ولنا عودة.

عرض مقالات: