اخر الاخبار

كيف سنواجه مَنْ أسأْنا إليه، بل كيف سيكون موقفنا إذا التقينا بمَنْ نسيء إليهم، وكيف سننظر بوجوه بعضنا بعد الإساءة ؟!

هل الإساءة إلى الآخر بطولة، أو ثقافة .. أو منقبة نتفاخر بها أمام الناس ؟!

تساؤلات دارت في ذهني وأنا أقرأ وأسمع ما يكتبه أو ما يتفوّه به بعض زملائنا من الأدباء، ومَنْ حسبناهم ذات يوم أصدقاء لنا، وذلك في خضمّ فورة التحضير لانتخابات اتحادنا. الانتخابات التي أعدّها عرس محبّة ولقاء مودّة للجميع، وللاسف يحسبها أولئك من الكاتبين والقائلين عاصفةً وصراعاً وكأنها حربٌ بين أعداء يطلبون بعضهم ثأراً، أسوأ من حسابات السياسيين المتصارعين على الكراسي والمصالح ألف مرّة!

وكان جوابي لنفسي: بالتأكيد لا هذا ولا ذاك، بل هي مرضٌ نفسيٌّ نعاني منه، وعلينا مراجعة الطبيب لنعود أسوياء إنسانيين بمعنى الكلمة! 

كل الإساءات في مجتمعنا لا تصدر إلاّ من مرضى نفسيين، لا يعرفون العيش بسلام ومحبّة وتواصل مع الآخرين!

في سياق حديثٍ جمعني مع بعض الأصدقاء قبل أيام جاءهذا الموضوع، بعد الحديث بمواضيع اخرى، تطرّقنا الى من يفتعلون الإساءة للآخرين بسبب ودونما سبب، ومَنْ لا همَّ لهم سوى التجريح والتسقيط والإساءة بالقول والفعل، والكتابة في الفيسبوك، ونسوا أو تناسوا أن الكلام الذي يجرح يمنح المستهدف شحنةً وقوة ومتانة وصلابة في السير بطريقه والاجتهاد بعمله وتقديم الأفضل، وان محبة الناس له تزداد ولهم تقل!

وهناك الكثير من الحكايات والأقوال والحكم التي تعكس حقيقة أن الإساءة للآخر تمنحه قوة ونجاحاً أكبر في كل شيء ، فيما تفتح أبوابا للكراهية والتباعد ، لهذا إذا أردنا أن نبني وطناً خالياً من الشوائب ومجتمعاً تسوده المحبة والتسامح والألفة، ونرتقي بعملنا وإنتاجنا سواء الفكري أو الثقافي أو الإداري، فما علينا إلاّ أن نبتعد عن هذه الأفعال التي تُنقص من قدرنا ، ونسمو على الإساءات والتقولات والكلام غير اللائق ، ونفتح أبواباً ونوافذ للمحبة والخير!

الإساءة لا تثمر غير الخراب، فلماذا لا نجعل المحبة عنواناً لنا ولبناء وطننا ؟

وإن افتعال الإساءة لا ينم عن ثقافة ووعي أبدا .. بل تعكس ضحالة في الفكر وسواد في القلب ومرض في النفس!

ما علينا إلاّ أن نرمي الخباثات هذه وراء ظهورنا من اجل الخير للوطن والناس!

عرض مقالات: