اخر الاخبار

يبدو أن حل أزمة النظافة المزمنة في البصرة قد وجد أخيراً. فهو بسيط وغير مكلف: كل ما علينا فعله هو إرسال جميع آليات البلدية خارج المحافظة في مهمات دورية. حينها، وبسحر إدارة الأزمات، سنجد أن الكوادر المتبقية تتفنن في تنظيم عملها لتجمع النفايات كل ثلاثة أيام بدلاً من عشرة!

المفارقة هنا تستحق وقفة طويلة. حيث سبق أن شاركت بلدية البصرة في خدمة الزيارة الأربعينية في كربلاء، وهذا واجب مشرّف لا يُختلف عليه. لكن الغريب في الأمر، هو أن البلدية استطاعت أن تحقق تحسنا نسبيا في خدمات النظافة في المدينة اثناء غياب جزء من إمكاناتها وآلياتها، التي توجهت نحو كربلاء.. فكيف استطاعت البلدية تحقيق هذا التحسن الملحوظ ؟ ألا يعني ذلك أن الإمكانيات الحالية، لو أُحسنت إدارتها ووُزعت بشكل عادل وعُمل بها بجدية، ستكون كافية لتقديم خدمة مقبولة؟

هذا التحسن المؤقت دليل إدانة لطريقة العمل المعتادة. فهو يثبت أن أزمة النظافة هي أزمة إرادة وإدارة في المقام الأول، وليست مجرد أزمة آليات أو أموال. إذ أثبتت فترة غياب الآليات أن المواطن كان يدفع ثمن التقصير وليس ثمن نقص الآليات والإمكانات!

الآن، وبعد أن عادت الكوادر والآليات، أصبح المواطن حبيس خوفه: هل سيعود الروتين والتقصير ليطمس هذا الإنجاز المؤقت؟ أم أن المسؤولين قد التقطوا الرسالة وقرروا أن يعاملوا مواطنيهم طوال السنة بنفس الجدية التي يعاملون بها الأزمات والمناسبات؟!

البصرة تستحق أن تكون نظيفة كل أيام السنة، وليس فقط عندما تغيب شاحناتها. النظافة ليست هدية، بل حق أساسي من حقوق المواطنة. فهل من مستمع؟!

عرض مقالات: