اخر الاخبار

في خطوة تُحسب للحكومة المحلية في محافظة البصرة، تشهد شوارع المدينة حملةً واسعةً لتبليط الطرقات وتأهيل البنى التحتية، في إطار جهودٍ تهدف إلى تحسين الخدمات وتطوير الواقع الحضري بعد سنواتٍ من الإهمال. هذه المشاريع التي لاقت ترحيبًا من قبل السكان، تعكس التزامًا حكوميًا بمعالجة التحديات اليومية للمواطنين، خصوصًا في قطاع النقل الذي يُعد شريان الحياة الاقتصادية والاجتماعية. 

غير أن هذه الإيجابيات تصطدم بتفاصيل تُثير استياءً شديدا، أبرزها انتشار المطبات الصناعية البلاستيكية قرب المنعطفات الخطرة، والتي يصفها سائقون كثيرون بأنها غير مجدية بسبب تلفها السريع وعدم ملاءمتها معايير السلامة العالمية. فبحسب سائقين واختصاصيين، تتحول هذه المطبات بعد فترة وجيزة إلى حطامٍ مُشوّه، كما تخلف أضرارا بالمركبات بسبب ارتفاعها غير المبالغ فيه، إضافةً إلى غياب الإضاءة الليلية الكافية التي تنبه السائقين إلى وجودها. 

وفي مقابل ذلك، يطرح مواطنون ومعنيون بالشأن الهندسي حلولًا بديلة، تتمثل في دمج مطبات مرورية مُثبتة ضمن طبقة الإسفلت نفسها، بحيث تكون جزءًا من تصميم الشارع، مع مراعاة الارتفاع القياسي المُعتمد عالميًا (ما بين 3 إلى 5 سنتيمترات)، وتزويدها بعلامات إضاءة ليلية واضحة، كما هو معمولٌ به في إقليم كردستان. هذا النموذج، بحسب الخبراء، سيحد من التكاليف المتكررة لاستبدال المطبات التالفة، وسيحقق توازنًا بين تحقيق السلامة المرورية والحفاظ على جمالية المدينة، فضلًا عن حماية المركبات من الأعطال الميكانيكية الناتجة عن الاصطدام بالمطبات المرتفعة. 

في تعليقٍ لمسؤول محلي، أشار إلى أن "اختيار المطبات البلاستيكية جاء كحلٍ مؤقت لمعالجة حوادث السرعة على المنعطفات". فيما أقر بضرورة تطوير الحلول على المدى البعيد.

من جهتها، تطالب منظمات مدنية بتبني منهجية تشاركية في تصميم المشاريع الخدمية، عبر الاستماع إلى آراء الاختصاصيين والمواطنين، لضمان الجدوى الاقتصادية والاستدامة. 

لا شك أن تطوير البنى التحتية في البصرة يستحق الإشادة، لكن التفاصيل الصغيرة قد تحول الإنجاز إلى عبءٍ مالي واجتماعي. فهل تُصغِي الحكومة المحلية إلى صوت الخبرة والتجارب الناجحة، كما في كردستان، لتحويل شوارع البصرة إلى نموذجٍ يُحتذى به في الجَودة والذكاء الحضري؟

السؤال ينتظر إجابةً عملية مُرضية..

عرض مقالات: