اخر الاخبار

البصرة.. تلك المدينة العريقة المعروفة بإرثها الثقافي والأدبي والفني، شهدت في الآونة الأخيرة تدهورا مقلقًا في وضع أحد أهم معالمها الثقافية، وهو قصر الثقافة والفنون. هذا الصرح الذي كان لسنوات طويلة حاضنا للإبداع، يقف اليوم على حافة الإهمال بعد قرار إخلائه وتسليم مبناه التراثي إلى المحافظة، ما أثار استياء واسعا بين مثقفي المدينة.

في خطوة مفاجئة ومشهد مؤلم، تم إخلاء مبنى القصر ونقل مقتنياته، التي تضم كتبًا مهداة من أدباء وكتاب، ولوحات فنية قيمة، باستخدام سيارات جمع القمامة!

هذه الطريقة المهينة لنقل التراث الثقافي أثارت سخطًا كبيرًا بين المثقفين. حيث تعرضت الكتب واللوحات إلى أضرار تحت أشعة الشمس والأمطار، دون أي اعتبار لقيمتها الإبداعية.

بعد الإخلاء، تم نقل مكاتب قصر الثقافة إلى غرفة صغيرة لا تكفي لاستيعاب الموظفين ولا حتى المقتنيات، التي جرى إلقاؤها في الهواء الطلق أمام أنظار إدارة القصر.

هذا الوضع المؤسف يطرح تساؤلات حول مصير الثقافة في البصرة.. تلك المدينة التي كانت دائمًا منبعا للآداب والفنون. ما دور المحافظة التي يفترض بها أن تحمي هذا الإرث؟ أين المنظمات الإنسانية والثقافية التي يفترض بها أن تدافع عن مثل هذه المؤسسات؟ هل يعقل أن يتم التعامل مع الكتب واللوحات الفنية، التي تمثل إبداعًا إنسانيًا، بهذه الطريقة المهينة؟!

في خضم هذا الوضع المأساوي، يوجه المثقفون والفنانون نداءً عاجلًا إلى المسؤولين والجهات المعنية للتدخل وإنقاذ ما تبقى من تراث قصر الثقافة والفنون، مؤكدين أن هذه المؤسسة ليست مجرد مبنى، بل هي رمز لإرث ثقافي غني يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة.

ان قصر الثقافة والفنون في البصرة ليس مجرد مبنى عادي، بل هو جزء من هوية المدينة وذاكرتها الثقافية، وإهماله يعني إهمالا لتاريخ وإبداع أجيال من الأدباء والفنانين.

إن إنقاذ هذا الصرح الثقافي ليس مسؤولية الجهات الرسمية فحسب، بل هو واجب على كل من يؤمن بقيمة الثقافة والفنون في بناء المجتمعات.

عرض مقالات: