اخر الاخبار

يعد الغناء احد العلامات الحضارية الدالة على المعرفة..كونه يرتبط بالموسيقى كلغة انسانية من جهة واقترانها  بالمكان من جهة اخرى.. فقالوا موسيقى رافدينية..اضافة الى ازدهار الالات الموسيقية في بلاد سومر كالقيثارة السومرية شاهدا الى يوما هذا..ومع حركة التطور والتغيرات الحضارية كانت الحصيلة اطلاق لفظة موسيقى عراقية انتجها عدد من الملحنين الذين رفدوا الاغنية باجمل الالحان وارقي الكلمات المقترنة بشعرائها الذين حملوا الوطن على اكتافهم ككوكب حمزة وطالب غالي وطارق الشبلي وطالب القره غولي..الذي اقترن بشعراء الكلمة المكتنزة بهاجس الانسان وهمومه(مظفر النواب عريان السيد خلف وعزيز السماوي وناظم السماوي وزامل سعيد فتاح وطارق ياسين..)والذين تجاوزت على ايديهم الاغنية محليتها(ريفية ومدنية وو)وانتقلوا بها الى مجال القصيدة الغنائية..

  ومع اطلالة السبعينيات كان ظهور الملحن طالب القره غولي الذي نقل الاغنية من مسارها الروتيني(ابوذية وموال وبستة) وعالمه االحزين المؤطر لها..الى قربها من الوجدان الانساني والمساس بالحياة بصياغة لحنية واعية من خلال انتقاء النص المؤثر بالفاظه المقترنة بالنوتة الجاذبة والواقع..واختيار افضل طرائق ادائها..بحيث تتلائم والذائقة المجتمعية كما في (عزاز عدنه اومن هويناهم هوينه الناس كلها) و(جذاب دولبني الوكت بمحبتك جذاب) و(البنفسج.. ياطعم ياليلة من ليل البنفسج ياحلم)..والتي تركت اثرها في ذات المتلقي لقربها من احساسه ودواخله وتتفردها بالفاظها وبريق صوت مؤديها ونبرة لحنها..

ـ طالب القره غولي  بطراوة روحه واكتناز فكره منح الاغنية فضاء اوسع وحقق لها الانفتاح على الآفاق تزامنا وفترة السبعينيات من القرن العشرين التي تعد الفترة الذهبية لازدهار الثقافة العراقية ومنها الفنون بكل اشكالها وتفاصيلها عموما.. والاغنية خصوصا اذ تجددت على ايدي شعراء وملحنين ومطربين نقلوها من المناطقية(ريفية/بغدادية..)الى طابع جامع ما بين الريف والمدينة..

ـ طالب القره غولي اعطى من موهبته اللحنية عبر عدد من العقود ظلت راسخة في الذاكرة الجمعية والوجدان..كونه يتميز بقدرة ادائية صوتية ولحنية..وفكر واع لانتقاء النص والنبرة الصوتية التي تناسبه فكان صوت فاضل عواد وياس خضر وسعدون جابر وحسين نعمة وفؤاد سالم وسعدون جابر..الذين الهموه خيالات اوسع في تطوير اللحن  المقترن بكلمات االاغنية  التي تجاوزت محليتها واخترقت الآفاق..بانغامها اللحنية ومفرداتها التي صارت راسخة في اذهان ووجدان المتلقي..

ـ طالب القرغولي في الحانه(حاسبينك وجذاب وتكبر فرحتي  بعيني وروحي والبنفسج  وراجعين وعزاز وحنيت الك بالحلم وياطير الشوك وتعال الحبك ...)..روح نابضة وحس شفيف ونبرة جاذبة...

عرض مقالات: