اخر الاخبار

عند كل موسم لجني التمور نصطدم بنفس المشاكل والاخطاء المتأصلة من حيث الجني والتسويق والخزن والتسعيرة. إن العراق يمتلك ثروة هائلة من النخيل التي تنتج آلاف الأطنان من أنواع التمور العالية الجودة والتي إذا استثمرت واستغلت بالطرق العلمية والتخطيط الموضوعي لجلبت إيرادا قوميا للبلد يسد جزءا كبيرا من ميزانية الخطة الحكومية. إن النخلة هذه الشجرة المعطاء لا تعطينا التمور فقط وانما من مخلفاتها تصنع أنواع الأعلاف والأسرة للحدائق والحبال من أليافها. وتوجد دراسات لخبراء عراقيين في استخراج كثير من المنتجات من التمور كالقهوة والأدوية والخل والسبيرتو، وكذلك عسل التمر (الدبس) الذي بحد ذاته يعتبر ثروة هائلة إذا ما تم تصنيعه وتصديره. إن العراق يمتلك البنية التحتية لتصنيع التمور كالمخازن والمعامل في كثير من مدن العراق كالبصرة وديالى وبغداد إذا ما أعيد تأهيلها وبعثت فيها الحياة، علاوة على موجودات القطاع الخاص الكثيرة والتي تحتاج إلى الدعم الحكومي للنهوض بها. إن التمور ثروة وطنية لا يمكن تجاهلها ويجب على الحكومة المتمثلة بوزارة الزراعة أن تضع الخطط الاستراتيجية لإدارة هذا الجانب وعلى وجه السرعة وخصوصا ونحن نمر بظرف حساس اقتصادي وسياسي والبلد فيه يحتاج إلى كل وارد للنهوض بالأعباء الكبيرة. وعلى ضوء هذه المقدمة أقدم بعض ما نفكر فيه لإنعاش هذا الجانب الزراعي والصناعي وهي كما يلي: 

1-انشاء مراكز بحوث متطورة لإنتاج الفسائل بالطرق الحديثة. 

2- دراسة علمية لاستحداث وتصنيع الآلات التي تسهل الجني والكصاص والتكريب والتركيس ويمكن هنا الاستعانة بما وصلت اليه التقنية في الدول المتطورة.

3- وضع خطة سنوية متكاملة لمكافحة الآفات التي تصيب النخيل كالحميرة والدوباس وحفار الساق وغيرها.

4- فتح سوق حرة عالمية على الخليج في البصرة لعرض وتصدير التمور ودعوة الشركات العالمية للاستثمار في هذا الجانب.

5- جلب معامل حديثة لتعليب التمور وتصنيعها وتشجيع الفلاح من خلال جلب المعامل الصغيرة لتشجيعه على العمل في هذا الجانب لكي يزداد دخل الفلاح.

6- مساعدة المزارعين بالإرشاد وتقديم السلف المباشرة بدون المرور بالجوانب المعقدة وتدخل الوسطاء مع المتابعة المتواصلة من قبل دوائر الزراعة لتكون العملية ناجحة وفي مجال استثمارها الصحيح. 

علما أن أغلبية الكميات التي تجمعها الوزارة تذهب هدرا وتوزع كأعلاف وتتلف كميات هائلة منها لسوء الخزن، مع العلم أن أسعار التمور العالمية في الدول الأخرى كالإمارات وإيران وغيرها تعطينا أرقاما كبيرة، ويصل كيلو التمر في كثير من دول أوربا وآسيا إلى أكثر من ثلاثين دولارا، فهنا لو وضعنا خطة لزيادة الأسعار للفلاح من خلال شراء التمور وتصنيعها وعرضها بأبهى حلة فسوف يعطي مردودا وافرا للدولة والفلاح. ونعرج على نقطة حساسة أخيرة في هذا المجال ألا وهي مسألة الحفاظ على البيئة وتلطيف الأجواء وتثبيت التربة وتقليل العواصف الترابية من خلال خطة واسعة لزراع الصحاري بغابات النخيل وتكون كذلك أحزمة خضراء حول المدن ومناطق واسعة للسياحة والاستجمام ولو استرسلنا في سرد الفوائد لأطلنا كثيرا.

ـــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي

عرض مقالات: