اخر الاخبار

لم اكن مقتنعا بحقيقة تصنيف المواطنة الى درجات اولى وثانية وثالثة، لكن، وحسب المعطيات الماثلة للعيان حاليا، بدا لي ان ذلك حاصل فعلا. وقد لمسته لمس اليد عندما وجدته متمثلا في عديد من الحالات. ومن ذلك على سبيل المثال المناطق الاربع الواقعة ضمن محافظة بغداد: النهروان، حي الجهاد، أبو دشير والحسينية. فهذه المناطق أنشئت إبان عهد الدكتاتورية في فترة واحدة وبأمر واحد، وكان يُطلق عليها الصداميّات الأربع.

ومعلوم لدى الجميع أن ثلاثا من هذه المناطق حظيت بنصيب من الاهتمام الخدمي، وإن كان متفاوتا، عدا النهروان. فلو قارنا حي الجهاد بالنهروان سنجد الفرق شاسعا في مجال الخدمات. فأين الإنصاف في ذلك؟!  هل ان سكان النهروان مواطنون من الدرجة الثالثة كي يصبحوا في الدرك الأسفل من ناحية الخدمات؟! فقد حُرم سكان هذه المنطقة من أهم مقومات الحياة، وهو الماء، ناهيك عن الخدمات الأخرى التي لا يمكن العيش بدونها.  

ربما يقول قائل ان بعض شوارع النهروان شُمل بحملات التبليط إبان عهد الدكتاتورية، وهذا صحيح. فقد تم ذلك بما فاض من مادة الاسفلت في حملة إعمار مدينة الفاو بعد تحريرها. وهذا العمل مضى عليه ما يربو على عقدين ونصف، ومنذ ذلك الحين لم تشهد المنطقة أي حملة إعمار أو تطوير تنعش نفوس السكان وتخفف من وطأة الغبن والاحباط والاهمال المتعمد الذي جثم ويجثم على صدورهم. وفي وقت يشهد فيه البلد حملة إعمار كبرى تنفذها فرق الجهد الخدمي في العديد من المناطق، حتى الزراعية والعشوائية، لا تزال النهروان محرومة من تلك الحملات، رغم كونها نظامية وأصولية وقانونية ومشيدة حسب التصميم الأساسي لمناطق بغداد. فلماذا هذا التجاهل لمطالبات أهالي المنطقة بحقوقهم الخدمية، التي يطلقونها في وقفات جماهرية وتظاهرات ولقاءات مع مسؤولين؟! أليس من العدل والانصاف ان تعطى هذه المنطقة أولوية في تلك المشاريع، نظرا لما قاسته من مرارة الاهمال طيلة العقود الماضية؟ لماذا لا يقومون بمثل ما قام به الزعيم عبد الكريم قاسم بعيد ثورة تموز الخالدة 1958، عندما نفذ مشاريع التبليط في مدينة الثورة بدءا من نهايتها عند القطاع 38، لشعوره بمعاناة السكان؟ كنا نأمل أن يحصل ذلك اليوم في مدينة النهروان، التي ينتظر أهاليها من المسؤولين سماع أصواتهم وتلبية مطالبهم الخدمية بالسرعة الممكنة أسوة ببقية مناطق بغداد.

عرض مقالات: