اخر الاخبار

أيام كنا نمارس لعبة كرة القدم في الشارع أيام طفولتنا كنا نضع بين لاعبينا الأضعف والأقل كفاءة حارساً للمرمى، أما صاحب كرة اللعب (صاحب الطوبة) فإنه مهاجم الفريق، تذكرت هذه الحكايات بعد أكثر من نصف قرن من الزمان وأنا أتابع أحد البرامج الرياضية على شاشة التلفاز ووجدت المدرب والزميل الإعلامي والحارس الدولي السابق إبراهيم سالم وهو يتحدث بحسرة وألم عن الإهمال العالي وعدم التواصل لوظيفة (حارس المرمى) في الفرق الرياضية وعموم المنتخبات الوطنية، فقد تم تسمية مدرب لحراس المرمى قبل سنوات قليلة بينما الفرق المتقدمة شعرت واحست بأهمية حارس المرمى ضمن الفريق، أما نحن فقد عرفنا بأن اللاعب (حارس المرمى) نصف الفريق، وان تدريبه والاهتمام به وتنسيب مدرب خاص به من الواجبات المهمة والضرورية. وفعلاً تأخرنا عن الركب العالمي في اختيار مدرب لحراس المرمى للإشراف والتدريب عليهم والتعامل معهم ومعرفة حالتهم النفسية ومنحهم جرعات من الشجاعة والجرأة والتحفيز، لكن هذه المهمة الفنية والتدريبية ظلت ومنذ سنوات قاصرة على التطور حيث بقي مدربو حراس المرمى دون تطوير وتحفيز، مما أبقى حضورهم محدوداً وغير مؤثر، علماً أن جهودهم كانت كبيرة وعالية ودورهم كان مؤثراً، حيث تحول بعض حراس المرمى إلى أبطال متميزين ومساهمين كبار في الإنجازات والنتائج وذلك بفضل عمل وجهود مدربي حراس المرمى المجتهدين. لذا أتوجه إلى أحبتي في الاتحاد العراقي لكرة القدم بان يخططوا لإرسال مدربي حراس المرمى العراقيين والعاملين مع الفرق والمنتخبات العراقية إلى دورات تطويرية متقدمة ومعايشات مع فرق أوربية وأندية عالمية، وأن يستثمر اتحادنا الكروي علاقاته بالليغا الإسبانية وتواجد المدربين الإسبان لإرسال مدربي حراس المرمى إلى الأندية الإسبانية وغيرها من الفرق الأوربية للاطلاع والتعرف على أساليب التدريب الحديثة وآخر المستجدات التدريبية في تدريب حراس المرمى. ومن خلال هذه الزيارات والمشاهدات والمعايشة الميدانية سنحصل على مدربين لحراس المرمى أكفاء يتمتعون بمعلومات تدريبية حديثة وعلوم رياضية متجددة تواكب آخر المستجدات في علوم التدريب الرياضي. لأن علوم التدريب متجددة وهناك تطورات كبيرة في الساحة العالمية وأن بقاء المدرب العراقي رهين ما تعلمه قبل أكثر من عقد متخلفاً عن آخر المستجدات والمعلومات العلمية والرياضية.

إن وظيفة مدربي حراس المرمى صارت اليوم وظيفة حساسة وواقعاً مؤثراً وفعالاً ولم تعد هذه الوظيفة والواجب هو عمل تشريفي وكمالي بل أنه واجب شاق وجهود مضنية يتحملها مدرب حراس المرمى فإن نجح وأجاد فله الشكر والتقدير وإن أخفق وفشل فعليه الحساب والتقريع. لذا أقول لأحبتي في اتحاد كرة القدم بأن تهتموا وتعملوا كل شيء لأن حارس المرمى نصف الفريق بل في بعض الأيام والمباريات يشكل فريقا كاملاً، وعلينا أن نقدم لمدرب الحراس العون والمساعدة لأن ينجح في صناعة حارس مرمى شجاع وفدائي. وان تكون معلومات مدربي حراس المرمى العاملين مع الأندية العراقي على تماس مباشر بآخر وأحدث علوم تدريبات حراس المرمى في العالم خاصة بعد أن صارت قدرات الحراس الفنية والتكتيكية والمهارية على مستوى عال ومتقدم وأصبحت خطط اللعب ومساهمة حراس المرمى لا تقل أهمية وواجبات على بقية لاعبي الفريق. أملنا ان نشاهد حراس مرمى على مستوى عال ورفيع ويشاركون بقدراتهم الفنية بنجاح وتقدم فرق أنديتهم والمنتخبات العراقية.

عرض مقالات: