اخر الاخبار

في محاضرة ثرية قدمتها أخيرا الدكتورة “طاهرة داخل “ بتنظيم من دار المأمون حول “القصص المترجمة للأطفال في العراق منذ العشرينات حتى الآن”، سردت تاريخ نشأة أدب الأطفال ونشره في العراق بدءا من مجلة التلميذ الجديد التي عنيت أصلا بمخاطبة المعلمين والكبار عموما ولم توجه للأطفال، وحتى آخر إصدارات دار ثقافة الأطفال، مستعرضة بعضا من المنشورات المترجمة للأطفال خلال فترة الثمانيات ، مؤكدة “أن أدب الأطفال في العراق لم يتأثر بتاتا بالأدب الأجنبي المترجم، وحتى حين اقتبس كتابنا الكبار أفكارا من الأدب العالمي،  كانت قد وضعت في قوالب ومفاهيم بعيدة ومخالفة للأفكار الأصلية التي طرحت بها، مثل مغالطة موضوع التحدي بالنسبة للأطفال ونصحهم بطريقة غير مباشرة بعدم التغيير وعدم المغامرة).

هنا لابد لي من التوضيح، لكوني عملت في قسم الترجمة في الدار أبان سنوات الثمانينات، وهي المرحلة التي ركزت عليها الدكتورة في المحاضرة، أرى إنها أهملت جانبا أساسيا في منشورات دار ثقافة الأطفال، يتعلق بالنشر في مجلتي  “مجلتي والمزمار” اللتين شكلتا قاعدة لتأسيس الدار. فقد ضم قسم الترجمة في الدار،على أيامنا، أسماء مؤثرة غزيرة الإنتاج، مثل نظيرة محمد المترجمة عن الانجليزية، وعواطف علي الحلي المترجمة عن الفرنسية، ورائقة عبد القادر المترجمة عن الروسية، وكاتبة المقال المترجمة عن الألمانية، إلى جانب مساهمة الأستاذ فاروق سلوم سكرتير التحرير آنذاك – خريج قسم اللغة الانجليزية ، ومساهمة مترجمين خارجيين مهمين ممن ركزوا على ترجمة المواد العلمية والأدبية، مثل الراحل كاظم سعد الدين وآخرين ساهموا برسوم كتبهم المترجمة مثل المهندسين قيس يعقوب وماجد وعد الله و مي السوز وغيرهم.

أرى - وللتاريخ - على العكس مما ذُكر فأن الكتابة للأطفال، وأقصد في مرحلتنا وهي الفترة الذهبية لنشاط دار ثقافة الأطفال بإداراتها الباهرة المتمثلة بالدكتور مالك المطلبي، ومن ثم الأستاذة أمل الشرقي (المعنية بالأدب الانجليزي أيضا) استندت على الأدب المترجم إضافة إلى اعتمادها المادة التاريخية والموروث الشعبي. واهتمت بقسم الترجمة الذي أمدها بموضوعات مختلفة، لم تقتصر على ترجمة القصص والحكايات العالمية والسيناريوهات في سلاسل الكتب حسب، إنما النشر في مجالات التحقيقات والمواد العلمية وحتى المواد الترفيهية بصفحات التسلية على صفحات مجلتي والمزمار.

شخصيا أتذكر عثوري مصادفة على كنز ثمين من مطبوعات وكتب قيمة من الأدب الألماني أثناء زيارتي لمكتبة الطفل المجاورة لمدرسة الموسيقى والباليه، والذي حصلت عليه المكتبة من معرض خاص بأدب الأطفال الألماني، إقامته سفارة ألمانيا الديمقراطية آنذاك في بغداد ثم أهدته للدار. ولا أعلم إن بقي هذا الكنز حتى الآن أم فُقد. منه ترجمتُ ثلاثة كتب اثنان علميان والثالث تعلق بأدب الفكرة بعنوان “ ملون مثل قوس قزح” زيّن برسوم الفنان الكبير عبد الرحيم ياسر، وفاز به بجائزة الجامعة العربية لأدب الطفل في تونس، إلى جانب رسومات كتب الفنانة هناء مال الله والفنان الراحل طالب مكي. لكني من جانب آخر أوافق الدكتورة طاهرة حول خطأ عدم وضع أسم الكاتب الأجنبي وعنوان دار النشر على كتبنا للأسف من قبل الدار، مراعاة لحقوق الملكية الفكرية. وما زلنا نعاني من هذه المشكلة ونترقب حلها من قبل وزارة الثقافة.

عرض مقالات: