من المؤكد الكتابة لم تعد تمثل حالة بطرٍ،أو حالة تعبير عن  أحاسيس  و مشاعر فردية تنتمي الى الرومانس و العواطف ،بل باتت تمثل فعلاً  ثورياًيقود صاحبه الى المقتل او الجنون ،او الى معتقلٍ أو الى صناعة الخصوم،رغم إن الفعل الجمالي للحياة يشكل أكثر من دافعٍ  للكتابة،

أي ان الكتابة التي تم اختراعها وان جاءت متأخرةً،تمثل  الطرف الثاني  من المعادلة الحياتية /القراءة،ًو بذلك بدأت ذهنية  الباحث عما  يوجد وراء الحلم، وراء المعرفة ، وراء الموت.

و لكلٍ من هذه الورائيات  هناك مغاليق ،و بين يدي القاريء هناك معارف و علوم /مفاتيح ،وبين يدي الانسان الثوري /الحالم كومة من المفاتيح /الحلول ،وما على الانسان /الشاعر ،والسارد و الباحث ،والمفكر ،والقاريء  أن يكرب ما بين يديه ،ليكتشف ما وراء البوابة،وهنا تحدث المفاجأة (الغد المشرق ،او المدافن والمعتقلات أو الخيانة،،قد يكون عليه  أن يكون ناقل حركة،في ماكنة هائلة اسمها السلطات (المقدس والحكومات والمجتمع حيث السنن والمتعارف عليه،قد يكون محرضاًللثورة و داعيةًلها ،او مؤسسات لمعارضة ما.

هنا تتصاعد مفروزات القراءة والكتابة ،من المعاوف والعلوم والكشوفات و التوقعات وما يمكن  أن ينفي او يؤكد،،لذا يجب على الشاعر أو الناثر أن يتأكد من موجوداته من الافكار والتصورات والقدرات ،كل هذا من أجل التعرف على ما لديه أولاً،وعلى ما لدى الاخرين ،بعد ان تداخلت الاجناس الكتابية ،وما عاد المنجز المكتوب يعلن عن نفسه وعن محمولاته بشكل مجاني او ميكانيكي.

الكتابة بها حاجة الى متلقٍ /قاريء يمتلك القدرة على محاكمة النص ،على تفكيك جنسية  الكتابة،وعدم الافصاح عن بطاقة إنتمائه  الى كنس كتابي بعينه.

اربعة عشر  عملاًادبياًما بين الشعر والقصة القصيرة ،ربم في المستقبل  يتناهى. لأسماعنا ان هناك فعلاًروائياً يعمل الشاعر طالب حسن على كتابته،

فلا إحتكار للكتابة من دون الأجناس الاخرى

بدءاًبأول هذه المطبوعات (تأبين عائلي) و ليس أخيرًا (توقيعات على مياه القلب) يقف الساعرشاهراًقدراته الابداعية،خمسة  عشر  فعلاً ابداعياًتعتمد الاصرار  على مواجهة الحياة  عبر فكر ابداعي يعتمد الحفر في صخرة الحياة،في محاولة من الشاعر  ومن قبله فصيلته /أقوام الشعراء ،والضرب و بقوة على بواباتهامن اجل الماء/ماء الشعر والحياة الماء الذي ما بعده ظمأ.

إن نموذج الكتابة المختزلة يشكل عنصراً ينتمي الى الإلزامية،من أجل الوصول الى القاريء حيث تشكل قصار القصائد او الومضات او الشذرات ،او النصوص الشعرية،اكثر من سلطة  في الكتابة،حتى يحسب القاريء  ان الساهر منساق  نحو نمطٍ  كتابي  لا يقدر على سواه،الّا ان التأكيد على نمط /طراز  شعري بذاته  وعبر خمسة عشر كتابا يؤكد على إن الشاعر  لم يستنفد بعد قدراته في كتابة طراز  شعري بعينه ،حيث يتصاعد  الفعل الشعري الحياتي  عبر المختزل  من الكلام ،والاقتصادي من القول ،و التخلص  من الحشو ،والفائض عن الحاجة و محاولة التعبير والوصول الى المتلقي،

وحين يفقد المبنى الشعري /الشكل قدراته على الافصاح عند ذاك يبدأ الشاعر بالبحث عما يمكن أن يشكل  إضافةً نوعيةً تعتمد الاختلاف والمغايرة، ليتمكن الشكل المقترح ان يكون الثغرة في جدار الكتابة،ثغرة تمنحه  فعلاً. فاحصاً  يعاين عن طريقه  العالم بوجهه الآخر  الذي يمنح مخبوءاته  للفعل الشعري الجديد الذي يشكل بديلاً يعتمد الإختلاف  في إنتاج المعنى.

حيث يشكل اللامتوقع أمراً. لازمَ  الحصول ،وضمن حالات متعددةٍ   تشكل البنية الجديدة فعل ازاحة للساكن من تصرفات الحياة ،فعلاًسانداً للمغامرة.

فمن غير الاختلاف والمغامرة نجد الحياة تعتمد المداورة، واعادت انتاج  النصوص  عن طريق تغييرات لا تجدي نفعاً، في انتاج  ظروف حياتية مختلفة، فقدرات الشعراء  المختلفة  والتي تعتمد شكلاًوميداً- الومضة مثلاً - سيتابع القاريء أشياء تعتمد العطاء او الجفاف.

لزوم البنية الواحدة الوحيدة ربما تشكل  أفعالاًمعطاءةً في الوقت ذاته تتحول بنية و شكل النص  لدى البعض الآخر حجر عثرةٍ ،مجرد رمي حجر وسط بحيرة جافة.

ايهما يمنح الاخر الديمومة ،المبنى أم المعنى ،الشكل ام المضمون ،الشاعر ام الفعل الشعري،التناقض ام المواءمة ،الاختلاف ام الإئتلاف ،معرفة العملية الشعرية أم تجاهلها،،هذه الأطراف مجتمعة او متفرقة،الثورة واللاثورة، الشعرية والاشعرية،هذه التفاصيل لابد من وجود تأثيرات تمكن هذا الطرف او ذاك من الظهور او من الضمور ، من توفير الإضاءة او خفوتها،من توفير أكثر من تعالق  ما بين المركز والهامش،والأنا والنحنً،والفرد والمجتمع، في هكذا عالم مسكون بالمتغيرات ،بالمقترحات والتحولات  يجد الشاعر والقاريء  نفسيهما ضمن صراعات غير متكافئة او ضمن حالة من التوافقات.

التجربة الشعرية ،أومجموعة التجاوب  التي يتم اقتراحها من قبل  الشاعر والقاريء والباحث والناقد، والمهتم،والمتابع، لمجموعة مخططات للكتابة،والتي تعتمد القصدية،،بعيدا ان المصادفة، هي التي تشكل الجهة المغذية للاختلافات  في كتابة  المئات من النصوص و الكتب الشعرية،والسردية ،والتي تجاوزت المتوقع ،مما يؤكد  ان الكاتب بتعدد  كتاباته  كان يتحرك وسط  مجموعة من  القراءات  وما تفرز ،والتي لم يعلن  عنها  في اعلان معرفي او  ببيان  كتابي ،او الافصاح عن هذا وذاك الذي يمثل جانبا من السير والتراجم و الكشف الذي يلجأ اليه الشعراء،والكتاب  للاعلان عن مجموعة آراء  وأفكار ،و معارف  عن الحياة وتفاصيلها،والسلطات التي تفرزها  الممنوعات.

اذ يمثل التماثل والاختلاف القانون الأعم والأشمل ،و الأكثر قدرة على انتاج وديمومة يعتمدها الفعل الشعري وتداخل التجارب،و تفردها، مما يمنح الشاعر  القدرة على الكتابة ،على التخلص  من كفاف المبنى ،و مسل المعنى وصولا الى  منجز شعري  مختلف  متمكن،وصولاً. الى نبتة شعرية مورقةٍ  و مزهرةٍ،

(طالب حسن) قد يشكل ملمحاً يعتمد كاباً من التفرد في الكتابة بعيداًعن اقناع القاريء بالمتوفر ،وقد يمثل جانباً من تجربة جماعية، تتجاذب و تتنافر ،موفرة مساحةً قد تكون غير سالكة الدروب بالنسبة للبعض ،وقد تشكل افقاً منفتحاً لدي جماعة اخرى،الّا انها لا تمثل نهاياتٍ  محتملة للكتابة،بقدر ما تمثل طرفاًمن البدايات  المتوقعة، والتي توفر للقاريء جانباًمن طموحاته  هو ،لا طموحات الشاعر فحسب.

عرض مقالات: